كشف تقرير حديث صادر عن
المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن مؤشرات مقلقة تُنذر بتسارع وتيرة الاحترار العالمي، ما يضع كوكب الأرض على أعتاب مرحلة غير مسبوقة من التطرف المناخي.
وبحسب التقرير، فإن هناك احتمالًا مرتفعًا بنسبة 80% أن تسجل السنوات الخمس المقبلة رقمًا قياسيًا جديدًا لدرجات الحرارة العالمية مرة واحدة على الأقل، ما ينذر بتفاقم ظواهر مناخية مدمرة تشمل الجفاف الشديد، الفيضانات، وحرائق الغابات.
وفي مفاجأة صادمة للعلماء، أشار التقرير إلى احتمال ولو ضئيل بنسبة 1% أن يتجاوز متوسط درجة حرارة الأرض حاجز درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل
الثورة الصناعية قبل حلول عام 2030، وهو سيناريو لم يكن واردًا في أي من التوقعات السابقة حتى عام 2014.
وتأتي هذه التحذيرات بعد تسجيل العقد الممتد من 2014 إلى 2023 كأشد العقود حرارة في التاريخ الموثق، ما يعزز المخاوف من أن العالم يقترب من تخطي هدف
اتفاقية باريس للمناخ القاضي بحصر الاحترار عند 1.5 درجة مئوية.
ويشير التقرير، الذي شارك في إعداده 220 خبيرًا من 15 مؤسسة بحثية رائدة حول العالم، إلى أن احتمال تجاوز متوسط الحرارة العالمية حاجز 1.5 درجة في الفترة ما بين 2025 و2029 قد يصل إلى 70%، مقارنة بنسبة 40% فقط في تقرير عام 2020.
كما سجّل عام 2024 أول تجاوز سنوي فعلي لمستوى 1.5 درجة، وهو تطور غير متوقع كانت السيناريوهات المناخية تستبعده قبل أقل من عقد.
ويحذر الخبراء من أن تأثيرات هذا الاحترار ستكون غير متوازنة جغرافيًا، حيث قد يشهد
القطب الشمالي ارتفاعًا في درجات الحرارة خلال الشتاء بمعدل يفوق المتوسط العالمي بـ3.5 أضعاف، بينما تواجه منطقة
الأمازون موجات جفاف متكررة، وتزداد معدلات الأمطار في جنوب
آسيا وشمال
أوروبا.
ويقول آدم سكايف، من
مكتب الأرصاد الجوية البريطاني، إن "مجرد وجود احتمال ضئيل بنسبة 1% لتجاوز درجتين مئويتين في غضون خمس سنوات فقط هو أمر مقلق للغاية، خاصة وأن هذا الاحتمال مرشح للارتفاع إذا استمرت الانبعاثات الحالية".
من جهته، يتوقع ليون هيرمانسون، رئيس فريق إعداد التقرير، أن يكون عام 2025 من بين أكثر ثلاثة أعوام حرارة في التاريخ. كما يحذر كريس هيويت، مدير خدمات المناخ في المنظمة، من تداعيات خطيرة على صحة الإنسان نتيجة موجات الحر المتكررة، لكنه يشدد في المقابل على أن تجاوز عتبة 1.5 درجة "ليس أمرًا حتميًا" إذا ما تم التحرك بشكل عاجل للحد من الانبعاثات.
ويختم التقرير بتأكيد أن نافذة الفرصة لمواجهة التغير المناخي ما تزال مفتوحة، لكنها تضيق بسرعة، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لخفض الانبعاثات الكربونية وحماية
النظم البيئية المعرضة للخطر.