ذكرت صحيفة "Newsweek" الأميركية أن "المئة يوم الأولى من حكم
الرئيس دونالد ترامب، والتي احتفل بها هذا الأسبوع، كانت الأسرع والأكثر حماسًا في تاريخ الرئاسة الحديث. وفي الواقع، يبدو أن المئة يوم المقبلة قد تشهد المزيد من هذا التشويق. يوم الخميس، استقال مستشار
الأمن القومي في إدارة
ترامب، مايك والتز، ونائبه أليكس وونغ، من منصبيهما. وفي الحقيقة، لم يُقدما على هذه الخطوة طواعية، فقد تزايد الإحباط داخل الإدارة من والتز وفريقه في أعقاب فضيحة "سيغنال غيت" في آذار، والتي تضمنت دردشة جماعية نظمها مكتب والتز لمناقشة خطط الهجوم على الحوثيين المدعومين من
إيران في اليمن، . ولفترة من الوقت، تمكن والتز من الحفاظ على مكانته رغم
المعارضة الشديدة، لكن يومه قد حان الآن".
وبحسب الصحيفة، "في إعلان صادم صدر بعد ساعات قليلة من يوم الخميس، أعلن ترامب ترشيح والتز لمنصب سفير
الولايات المتحدة لدى
الأمم المتحدة. يبدو أن والتز نجح في الحفاظ على ود ترامب، رغم الفضيحة، لا بل إن منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة يُعتبر بلا شك أكثر هيبة من منصب مستشار الأمن القومي. وفي تطورٍ صادمٍ آخر، أعلن ترامب يوم الخميس أن
وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي لطالما تبنى آراءً متشددة مماثلة تجاه النظام
الإيراني، سيشغل مؤقتًا منصب مستشار الأمن القومي. وفي الساعات التي أعقبت استقالة والتز، تكهن البعض بأن المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ربما يكون من بين المرشحين لهذا المنصب. من الواضح أن هذه التكهنات لم تتحقق، على الأقل في الوقت الحالي. فالآن، سيتعين على ويتكوف الاكتفاء بدوره في قيادة المفاوضات النووية
الإيرانية الجارية والعالية المخاطر التي تجريها الإدارة في الخارج".
وتابعت الصحيفة، "من الجدير بالذكر أن روبيو، خصم ترامب السابق الذي تحول إلى حليف مخلص، والذي لم يتراجع قط عن ازدرائه لملالي إيران، سيتولى مؤقتًا مناصب حيوية متعددة في السياسة الخارجية أو الأمن القومي في مثل هذا الوقت الحرج. إن تولي روبيو منصبي وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي المؤقت، بينما يقود ويتكوف المفاوضات النووية مع إيران، يُظهر الطبيعة الانفصامية أحيانًا للسياسة الخارجية للإدارة الأميركية. في نهاية المطاف، عندما يتعلق الأمر بأي اتفاق نووي إيراني ثانٍ محتمل، فإن المسؤول
الرئيسي هو ترامب نفسه. صحيح أن المستشارين مهمون، لكن هؤلاء المستشارين ليسوا سوى وكلاء يتصرفون نيابةً عن المسؤول الرئيسي".
وأضافت الصحيفة، "ليس واضحًا تمامًا ما يعتقده الرئيس بالضبط في ما يتعلق بالنظام الإيراني وطموحاته النووية المروعة. فمن جهة، يُعد ترامب صانع صفقات بارع، ويبدو أن بعض ما قاله وويتكوف مؤخرًا عن إيران يشير إلى أنهما يهتمان أكثر بالتوصل إلى اتفاق مع
طهران. لكن من جهة أخرى، يعلم ترامب أن إيران، في الماضي غير البعيد، حاولت اغتياله شخصيًا، وهذا ليس بالأمر السهل. علاوة على ذلك،
فإن ترامب هو نفس الرئيس الذي قضى ذات مرة على
قاسم سليماني، قائد فيلق
القدس في الحرس الثوري الإسلامي، بغارةٍ بطائرةٍ مُسيّرة، وهو نفسه الذي أمر بشن غاراتٍ مؤخرًا على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن".
وبحسب الصحيفة، "الأهم من أي شيء آخر، أن يدرك ترامب وفريقه المفاوض في الملف
النووي أن الاتفاق ليس هدف هذه العملية، إنما هو ضمان ألا تحصل
إيران على أخطر الأسلحة التي عرفها الإنسان. كما والهدف هو ضمان ألا يحصل نظام يهتف باستمرار "الموت لأميركا" في برلمانه الوطني، ويوجه وكلاءه الإقليميين المختلفين لقتل
الأميركيين كلما أمكنهم، على وسائل احتجاز العالم رهينة بالمخاطرة بكارثة نووية. في الوقت الحالي، إيران في معظمها مجرد نمر من ورق، لكن هذا سيتغير بين عشية وضحاها إذا حصل مثل هذا النظام المتعصب على أسلحة نووية ووسائل نقلها عبر القارات. إن التوصل إلى اتفاق هو إحدى الوسائل الممكنة لتحقيق هذا الهدف، ولكن هناك وسائل أخرى متاحة أيضاً، ولا يجب استبعادها لتحقيق الهدف النهائي المنشود، وهو إيران خالية من الأسلحة النووية بشكل واضح وقابل للتحقق، بعد. بل على العكس، يجب دراستها بعناية".
وختمت الصحيفة، "في مثل هذه الحالات، يُفضّل الجميع الدبلوماسية على العمل الجاد. ربما يكون هناك اتفاق مقبول مع إيران، لكن من الممكن تمامًا، بل وربما الأرجح، ألا يكون هناك اتفاق كهذا".