سجّلت محافظتا البصرة والنجف، جنوبي العراق، مئات من حالات الاختناق نتيجة الموجة الغبارية التي اجتاحت عدداً من محافظات البلاد منذ أمس الثلاثاء، وسط حالة استنفار للكوادر الطبية في المستشفيات.
واجتاحت الموجة محافظات البصرة وذي قار والديوانية وبابل وواسط والنجف وغيرها، فيما حذرت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي العراقية، من أجواء غير مستقرة وعواصف غبارية، داعية إلى توخي الحذر، خصوصاً لسالكي الطرق الخارجية في منتصف الليل مع انعدام الرؤية.
وتوقّعت الهيئة أن تستمر موجة الغبار في بعض المناطق الجنوبية حتى بعد ظهر اليوم الأربعاء.
وقال المتحدث باسم الهيئة، عامر الجابري، في تصريح صحافي مساء أمس الثلاثاء، إن "بعض المناطق الجنوبية شهدت تصاعداً كثيفاً للغبار والأتربة، وذلك بسبب وجود الغيوم الركامية التي ترافقها العواصف الرعدية فوق بعض المناطق الجنوبية مثل واسط والديوانية، حيث سجل مدى الرؤية أقل من ألف متر".
وأوضح أن "هذا النوع من الغيوم ترافقها تيارات هوائية هابطة شديدة السرعة، وبدورها تسبب إثارة الأتربة الموجودة على سطح الأرض ونقلها من مكان إلى آخر، ما أدى إلى تشكل العواصف الترابية في تلك المناطق".
من جهتها، أعلنت دائرة صحة البصرة، اليوم الأربعاء، تسجيل مئات من حالات الاختناق في إحصائية أولية، وقالت الدائرة في بيان، إن "388 مواطناً أصيبوا بحالات الاختناق وأدخلوا إلى مؤسسات دائرة صحة البصرة بعموم المحافظة، خلال موجة الغبار المستمرة حالياً".
وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، أعلنت دائرة صحة النجف، حالة الاستنفار التام لفرقها بعد دخول
العاصفة الترابية إلى المحافظة، مؤكدة تسجيلها 15 حالة اختناق.
وقال المتحدث الرسمي لدائرة صحة محافظة النجف الأشرف ماهر ياسر العبودي، في إيجاز صحافي، إن "حالة الاستنفار شملت جميع الكوادر الصحية من أطباء اختصاص بالجهاز التنفسي وأمراض القلب والشرايين والممرضين والكوادر الساندة كافة".
وأضاف أنه "جرت تهيئة شعبة الإسعاف الفوري للتعامل مع الحالات الحرجة، وتوفير قنينات الأوكسجين وجميع العلاجات الخاصة بالربو والحساسية ".
من جهته، حذّر الخبير البيئي، هاشم الدراجي، من موجات غبارية متكررة في
موسم الصيف، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "أزمة المياه التي تضرب العراق منذ سنوات عدة وقلة الأمطار في الموسم الحالي، فاقمت من شدة التصحر في البلاد"، مؤكداً أن "الموجات الغبارية ستتكرر في موسم الصيف".
ودعا المتحدث
وزارة الصحة إلى "اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة، وتوفير المستلزمات الضرورية"، مشدداً على "أهمية وضع خطط لتوسيع الغطاء النباتي مستقبلاً".
وتعدّ العواصف الترابية من
الظواهر الطبيعية في مناخ العراق، لا سيما في المناطق الجنوبية والغربية وأجزاء من المناطق الوسطى التي تتسم بطبيعة شبه صحراوية وغطاء نباتي محدود، وتثير
الرياح الشمالية الغربية في فصل الصيف غالباً الغبار نتيجة لطبيعة الأرض المكشوفة والجافة، بينما يُعد فصل الربيع موسماً انتقالياً يشهد تقلبات جوية.
(العربي الجديد)