مساء الجمعة، عيّن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع الشيخ أسامة الرفاعي مفتياً عاماً لسوريا، وهو أحد أبرز المشايخ المعارضين للرئيس السوري السابق بشار الأسد.
والرفاعي هو عالم وداعية سوري وُلِد في دمشق عام 1944 وتخرّج في جامعتها وخطب في مساجدها، وبعد التضييق عليه من النظام السوري هاجر إلى كل من المملكة
العربية السعودية وتركيا.
المولد والنشأة
- وُلِد الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي في دمشق عام 1944، وهو الابن البكر للشيخ العلامة الراحل عبد الكريم الرفاعي، وشقيق الداعية الراحل سارية الرفاعي.
- درس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في دمشق، ثم درس اللغة
العربية وعلومها في كلية الآداب بجامعة دمشق، التي تخرج فيها عام 1971.
- تلقى الرفاعي العلوم الشرعية على والده الشيخ عبد الكريم الرفاعي، وعلى شيوخ آخرين أشهرهم خالد الجيباوي وعبد الغني الدقر وأحمد الشامي ومحمود زيدان وسعيد الأفغاني.
- يُحسب الشيخ أسامة الرفاعي على "جماعة زيد"، وهي حركة صوفية ظهرت في أربعينيات القرن العشرين، وكان يتزعمها والده، وقد سُميت كذلك نسبة إلى جامع زيد بن ثابت الأنصاري في دمشق.
- في عام 2004 سمحت السلطات
السورية بمزيد من العمل لهذه الجماعة عبر مشروع خيري عُرف باسم "حفظ النعمة"، ثم عادت وضيقت عليها وعلى أعمالها عام 2008.
معارضته نظام الأسد
- كان الشيخ أسامة الرفاعي من أوائل علماء
سوريا الذين ناهضوا نظام بشار الأسد، وساندوا الثورة
السورية التي اندلعت عام 2011 وطالبت بإسقاط النظام.
- تحوّل المسجد الذي كان يخطب فيه ويلقي الدروس إلى نقطة لتجمع وانطلاق المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.
- كان الرفاعي عارض أيضاً نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد، وانتقد مجازره التي ارتكبها بحق الشعب السوري، خاصة مجزرة حماة عام 1982.
- تولى الرفاعي مهمة خطيب جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي في منطقة كفر سوسة بالعاصمة السورية دمشق.
- بسبب الملاحقة والتضييق خرج إلى المملكة العربية السعودية عام 1981، وبعد وساطات عاد إلى دمشق هو وشقيقه الشيخ سارية عام 1993.
- يؤكد الشيخ الرفاعي أنه ضد ما يسميه "الفكر التكفيري"، وأنه ليس له مكان في
سوريا، واتهم
تنظيم الدولة الإسلامية بنشر هذا الفكر.
- اعتبر الرفاعي في تصريحات صحفية عدة أن
تنظيم القاعدة "جهة تكفيرية تستبيح دماء المسلمين"، ورأى أن الأجانب الذين قدموا إلى سوريا وانضموا "للتنظيمات المتطرفة شكلوا بلاء على السوريين أكثر من النظام نفسه".
- عرفت عنه أيضا مواقف اتهم فيها إيران بـ"تأجيج الفتنة الطائفية" و"تخريب التعايش" في المنطقة، خاصة في سوريا واليمن والعراق.
- في فجر يوم 27 آب 2011، هاجم عناصر من الأمن السوري جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي، في صلاة التهجد، وضربوا الساجدين، ولم يسلم من ضربهم الشيخ أسامة، ونقل إلى مستشفى الأندلس في دمشق لتلقي العلاج.
- غادر الشيخ أسامة البلاد من جديد وخرج إلى تركيا واستقر في مدينة إسطنبول، وأصبح يلقي درسا كل جمعة في مسجد "ميهريما سلطان" بحي الفاتح.
- من إسطنبول أعلن الرفاعي عن إحياء "رابطة علماء الشام"، التي كانت قد تأسست من قبل في عام 1937، لكنها بقيت سرية.
- في عام 2014 أسس الرفاعي وعلماء سوريون آخرون المجلس الإسلامي السوري، وانتُخب رئيسا له في تشرين الثاني 2021 وكذلك مفتيا لسوريا، في اجتماعه السنوي، الذي انعقد بمدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا، وحضره 130 عضواً.
- كان المجلس الإسلامي السوري يضم نحو 40 هيئة ورابطة إسلامية من أهل السنة والجماعة في داخل وخارج سوريا، كما يضم الهيئات الشرعية لأكبر الفصائل الإسلامية في جميع أنحاء سوريا. (الجزيرة نت)