ذكرت صحيفة "Express" البريطانية أن "العالم يشهد على الحرب الباردة بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران، التي بدأت بالفعل بالسيطرة على أحد أهم طرق الشحن في العالم. ومع اقتراب نهاية كل من حماس وحزب الله، أصبحت جماعة أنصار الله في اليمن، المعروفة باسم الحوثيين، تمثل الآن آخر سلاح فعال لطهران ضد سياسة "الضغط الأقصى" التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب. ونفى المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي بشدة أن يكون الحوثيون يعملون كوكيل لإيران بعد الغارات الجوية الأميركية التي شُنت نهاية الأسبوع الماضي. لكن المعلومات الاستخباراتية من جماعة مجاهدي خلق - المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارضة داخل إيران تُظهر أن هذا الكلام بعيد كل البعد عن الحقيقة. ويمتلك الحوثيون الآن ترسانة متطورة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المضادة للسفن الأسرع من الصوت، وطائرات كاميكازي من دون طيار جوية وبحرية، وأنظمة توجيه". 

وبحسب الصحيفة، "إن منظمة الصناعات الجوية والفضائية الإيرانية، التابعة للحرس الثوري الإيراني، هي من تصنّع هذه الصواريخ. وتُسلّم الأسلحة إلى دول الخليج العربي بحرًا لنقلها برًا إلى اليمن. ومن بين الطرق المتبعة إخفاء هذه الأسلحة في مصدات سفن عملاقة مزودة بأجهزة إرسال إشارات تحديد المواقع العالمية، ثم يتم إلقاؤها في أعالي البحار، حيث تنتشلها سفن أخرى وتنقلها إلى وجهتها. ويُنسّق هذا البرنامج الشامل للمساعدة التقنية والعسكرية العميد عبد الرضا شهلائي من الحرس الثوري الإيراني. وكان شهلاني، البالغ من العمر 65 عامًا، أحد تلاميذ قائد قوات فيلق القدس قاسم سليماني الذي اغتاله ترامب عام 2020. وكان مسؤولًا عن هجمات إرهابية ضد القوات الأميركية في العراق، ونسّق مؤامرةً أُحبطت لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، وهناك حاليًا مكافأة قدرها 12 مليون جنيه إسترليني لمن يدلي بمعلومات عنه. وبعد أن نجا بأعجوبة من الموت على يد ترامب عام 2020، أصبحت حربه شخصية". 

وتابعت الصحيفة، "يتمركز شهلائي في مقر فيلق القدس في طهران، ويدعمه حشد من الألوية، من بينهم العميد إسماعيل قاآني، القائد العام لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ونائبه العميد محمد رضا فلاح زاده، الذي قاد سابقًا قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا. ويتولى ضابطٌ أدنى رتبةً في الحرس الثوري الإيراني، أبو فاطمة، مسؤولية تنسيق الشؤون اللوجستية. ويُحدد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني السياسة العامة في اليمن، لكن أي قرار يتطلب موافقة خامنئي. وفي الواقع، إن المخاطر كبيرة. تقليديًا، يمر حوالي 12% من التجارة العالمية، بقيمة تريليون دولار سنويًا، عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وهو أسرع طريق بحري يربط بين أوروبا وآسيا. وفي ظل الهجمات التي تستهدف السفن التجارية منذ تشرين الثاني 2023، والتي بلغ عددها 145، أصبح 70% من هذه الشحنات تتجه الآن نحو رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، مما يضيف حوالي 3500 ميل بحري و10 أيام من وقت السفر، في أكبر اضطراب للتجارة الدولية منذ الجائحة العالمية. وليس من المستغرب أن تكون الصين وروسيا، حليفتا إيران، مستثنيتين من الهجمات، مما يمنح بكين ميزة تجارية هائلة". 

وأضافت الصحيفة، "قالت ميغان ساتكليف، من مجموعة سيبيلين للمخاطر الاستراتيجية: "إيران بحاجة أكثر من أي وقت مضى لإظهار قوتها للولايات المتحدة، وبالتالي ستزيد من الفائدة التي يقدمها الحوثيون". لكن في الواقع أيامهم قد تكون معدودة. على عكس الرئيس السابق جو بايدن، الذي حصر الغارات الجوية الأميركية على المنشآت العسكرية، تعهد ترامب "بالقضاء التام" على جماعة الحوثي، التي أطلقت أيضًا صواريخ باتجاه إسرائيل. وأضافت ساتكليف: "سيشن ترامب حملة استهدافات مستمرة بلا نهاية محددة". وقال شاهين جوبادي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، لصحيفة "The Sun": "نظام الملالي هو رأس حربة الحروب والأزمات في المنطقة. لقد نجا من القمع الشامل للشعب الإيراني وتصدير الأزمات والعدوان والإرهاب". وأضاف: "إن تصدير الإرهاب والتطرف والعدوان جزءٌ لا يتجزأ من هوية نظام الملالي، وما دام في السلطة، فلن تنعم المنطقة بالسلام والطمأنينة". وتابع قائلاً: "إن مطلب الشعب الإيراني والحل الوحيد للأزمة الإيرانية هو إسقاط النظام على يد الشعب الإيراني. لكن إسقاط النظام لا يحدث تلقائيًا، والمقاومة المنظمة والقوة الميدانية هما العنصران الضروريان لتحقيق ذلك"."