أكد
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن موسكو لن تقبل بأي شكل من الأشكال بوجود قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) على الأراضي الأوكرانية، سواء تحت أي علم أو بأي صفة، بما في ذلك ضمن إطار قوات حفظ السلام، معتبراً أن ذلك يشكل تهديداً مباشراً لروسيا.
وفي مقابلة مع مدونين أميركيين، أوضح لافروف أن بلاده اضطرت لإطلاق عمليتها العسكرية في أوكرانيا بعد استنفاد كافة الحلول الدبلوماسية الممكنة، مشدداً على أن
روسيا تسعى إلى
حماية مصالحها الوطنية، تماماً كما تفعل
الولايات المتحدة.
وأشار الوزير الروسي إلى أن لقاءه مع نظيره الأميركي ماركو روبيو في الرياض عكس رغبة مشتركة في إعادة
العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي، على أساس إدراك كلا الطرفين أن لكل دولة مصالحها
الخاصة التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
وحول مستقبل "الناتو"، استبعد لافروف انسحاب
الولايات المتحدة من الحلف، مؤكداً أن
الرئيس الأميركي دونالد
ترامب لم يلمّح إلى ذلك مطلقاً، لكنه شدد على ضرورة أن تتحمل الدول الأعضاء مسؤوليتها المالية إذا كانت ترغب في الحصول على الحماية الأميركية.
كما لفت إلى أن
ترامب لا يرغب في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بقيادة فولوديمير زيلينسكي، إذ يرى أن الحرب الدائرة هناك لم يكن ينبغي أن تبدأ من الأساس.
وفيما يتعلق بالموقف الأوروبي، اعتبر لافروف أن دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تسعيان إلى تأجيج الصراع، مستدلًا بطريقة استقبال زيلينسكي بعد فضيحته الأخيرة في واشنطن، مشيراً إلى أن هذه الدول تعمل على رفع سقف التوتر وقد تدفع الإدارة الأميركية لاتخاذ خطوات أكثر عدوانية تجاه
روسيا.
أما عن
العلاقات الروسية-الصينية، فقد وصفها لافروف بأنها في أفضل حالاتها وتقوم على الثقة المتبادلة، رغم وجود بعض الصعوبات، مؤكداً أن موسكو ملتزمة تماماً بتعهداتها السياسية والقانونية تجاه بكين ولن تتخذ أي خطوة قد تعرض هذه
العلاقات للخطر.
وفي ختام حديثه، شدد
وزير الخارجية الروسي على أن أولوية بلاده في أوكرانيا هي
حماية السكان الذين "حرمهم نظام كييف من تاريخهم"، مع التأكيد على أن موسكو لن تقبل بأي تسوية قد تعرض حياة هؤلاء للخطر. (روسيا اليوم)