تواجه الدول الأوروبية صعوبة في التوصل إلى إجماع حول مسألة استمرار تقديم الدعم لأوكرانيا، وفقًا لتقارير إعلامية غربية، مما يعكس تصدعًا متزايدًا داخل
الاتحاد الأوروبي بشأن هذا الملف.
وذكر
موقع Responsible Statecraft أن التصريحات والاجتماعات الأخيرة كشفت عن غياب التوافق الأوروبي حول دعم أوكرانيا، حيث لم تتمكن دول الاتحاد من صياغة موقف موحد بسبب اعتراض هنغاريا. وأشار الموقع إلى أن الوثيقة الختامية لقمة بروكسل، التي وقعها 26 عضوًا من الاتحاد، لم تتضمن خطة واضحة حول تنفيذ السياسة الأوروبية تجاه أوكرانيا.
في الوقت الذي ناقشت فيه
بريطانيا وفرنسا فكرة إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا، قوبلت هذه الفكرة بفتور داخل الاتحاد الأوروبي، حيث لم تحظَ بالدعم الكافي. وكانت هنغاريا الدولة الوحيدة التي رفضت التوقيع على الوثيقة الختامية للقمة الطارئة حول أوكرانيا، مؤكدة على ضرورة إجراء استفتاء
شعبي قبل اتخاذ أي قرارات حول انضمام كييف إلى
الاتحاد الأوروبي.
ووفقًا لصحيفة "التلغراف"، فقد أجرى قادة
بريطانيا وفرنسا مناقشات سرية حول إمكانية إرسال قوات مشتركة إلى أوكرانيا بعد انتهاء النزاع. ومع ذلك، فإن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لم يكن مقتنعًا تمامًا بهذه المبادرة، في حين يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الترويج للفكرة، التي سبق أن ناقشها مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء بولندا دونالد توسك.
من جانبها، حذرت الاستخبارات الخارجية الروسية من أن الغرب يخطط لنشر حوالي 100 ألف جندي تحت مسمى "قوات حفظ السلام"، بهدف استعادة القدرة القتالية لأوكرانيا، معتبرة أن ذلك يمثل احتلالًا فعليًا للأراضي الأوكرانية.
وفي هذا السياق، شدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على أن نشر أي قوات حفظ سلام لا يمكن أن يتم إلا بموافقة أطراف النزاع، معتبرًا أنه من السابق لأوانه الحديث عن هذا الأمر في الوقت الحالي.
ويظل مستقبل الدعم الأوروبي لأوكرانيا موضع جدل كبير، حيث تتزايد الخلافات بين الدول الأعضاء حول الأولويات والاستراتيجيات. وبينما تدفع بعض القوى الأوروبية باتجاه تعزيز الدعم العسكري، يبقى الانقسام الداخلي والتحديات الاقتصادية عقبات رئيسية أمام تحقيق موقف
أوروبي موحد تجاه الأزمة الأوكرانية. (روسيا اليوم)