Advertisement

عربي-دولي

من التجارة إلى المعادن.. لماذا يضع ترامب كندا في مرماه؟

Lebanon 24
06-03-2025 | 14:00
A-
A+
Doc-P-1329801-638768567590802434.png
Doc-P-1329801-638768567590802434.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب موقع "سكاي نيوز عربية":
 
تثير العلاقة المتوترة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكندا الكثير من التساؤلات، خصوصاً في ظل السياسة الاقتصادية العدائية التي ينتهجها ترامب ضد جارته الشمالية، والتي تشمل فرض تعرفات جمركية قاسية على جميع وارداتها، في مشهد لم تألفه العلاقة بين واشنطن وأوتاوا منذ عقود.
Advertisement

وتتزايد الشكوك في كندا حول الدوافع الحقيقية وراء استهداف ترامب المتكرر للعلاقات بين البلدين، وصولاً إلى حد تبنيه مقترحات مثيرة للجدل تدعو إلى ضم كندا لتصبح الولاية رقم 51 للولايات المتحدة الأميركية، في حين لا يتردد الرئيس الأميركي بالتعبير علناً عن حبه لكندا وشعبها، في مواقف متناقضة مع تصرفاته تجاه البلاد.

ورغم تعدد التفسيرات المتعلقة بعلاقة "الحب والكراهية" التي تجمع ترامب بكندا، بين من يراها تصفية لحسابات شخصية بعد تعثر مشاريعه الفندقية هناك، ومن يربطها بتوتر علاقته برئيس وزرائها المنتهية ولايته جاستن ترودو، يبقى البعد الاقتصادي حاضراً بقوة في خلفية ما يحدث، خاصة عندما يتعلق الأمر بالموارد المعدنية الغنية التي تمتلكها كندا.

ففي تصريح جريء يسلط الضوء على البُعد الاستراتيجي للتوتر الحاصل بين البلدين، كشف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الشهر الماضي عن رأيه بنظرية "هوس ترامب بكندا"، حيث قال أمام مجموعة من قادة الأعمال في تورونتو، أن السبب الحقيقي وراء ما يحصل ليس مجرد خلافات سياسية أو تجارية، بل يتعلق بالثروات المعدنية، مشيراً إلى أن إدارة ترامب تدرك تماماً قيمة الموارد الطبيعية الهائلة التي تزخر بها كندا، وتسعى بشدة إلى استغلالها.

ويعتقد ترودو أن ترامب يرى في ضم كندا إلى الولايات المتحدة الطريقة الأسهل لاستغلال مواردها الطبيعية، مؤكداً أن حديث الرئيس الأميركي المتكرر عن جعل كندا الولاية رقم 51 لأميركا هو أمر حقيقي، وذلك بحسب تقرير أعدته صحيفة "ذا نيويورك تايمز" واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية".

ورغم المحاولات التي تجري لتوصل الطرفين إلى حلّ بشأن الرسوم الجمركية الجديدة التي تم فرضها من الجانبين مؤخراً، وكان آخرها الاتصال الذي حصل بين ترامب وترودو منذ ساعات، إلا أن التصريحات التي يطلقها ترامب ضد كندا ورئيس وزرائها المنتهية ولايته جاستن ترودو، تتسبب بازدهار القومية في البلاد، مع ظهور مجموعات على فايسبوك تحمل أسماء مثل "صنع في كندا"، والتي تضم ملايين الأعضاء وتقدم توصيات بشأن منتجات بديلة للمنتجات الأميركية.

والعلاقة المتوترة بين أميركا وكندا تعود إلى الولاية الرئاسية الأولى لترامب، التي امتدت من 2017 إلى 2021، حيث شهدت العلاقة بين الجارتين عدة نزاعات اقتصادية انتهت في عام 2020 وتحت ضغط من ترامب بتعديل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (NAFTA) لتصبح اتفاقية (USMCA)، وذلك بعد مفاوضات محفوفة بالمخاطر بين أميركا وكندا والمكسيك.

كما أن العلاقة بين ترامب وترودو لم تكن في أحسن أحوالها حينها، ففي عام 2018 وعقب اجتماع قمة مجموعة السبع في شارلفوا، في  كيبيك، هاجم ترامب ترودو على وسائل التواصل الاجتماعي، متهماً إياه بأنه "غير أمين وضعيف للغاية واختلق تصريحات كاذبة".

والآن بعد عودته إلى منصبه للمرة الثانية، أوضح ترامب أن الاتفاق الذي وقعه في عام 2020 مع كندا لم يحقق أهداف الولايات المتحدة ويجب إعادة كتابته، إذ يكشف هذا التصرف مدى هشاشة الشراكات الاقتصادية التي يعقدها ترامب مع جيرانه واحتمالية أن يتم تعديلها بين فترة وأخرى.

ثروات كندا المعدنية
وتقول الكاتبة والمحللة الاقتصادية باتريسيا جلاد، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن كندا تمتلك واحداً من أغنى الاحتياطيات المعدنية في العالم، وهذا ما يجعلها لاعباً رئيسياً في سوق الموارد الطبيعية، فأراضيها تضم مخزوناً هائلاً من المعادن الأساسية مثل النيكل، النحاس، والزنك، بالإضافة إلى المعادن الثمينة كالذهب والفضة. فضلاً عن العناصر الأرضية النادرة التي تُعتبر ضرورية لصناعات التكنولوجيا المتقدمة، حيث تُعد كندا مورداً رئيسياً لمواد حيوية مثل الليثيوم والكوبالت، اللذين يشكلان العمود الفقري لصناعة البطاريات الكهربائية، التي تعتمد عليها السيارات الكهربائية وأجهزة الطاقة المتجددة، لافتةً إلى أن هذه الثروات تمنح كندا موقعاً استراتيجياً في سلسلة التوريد العالمية، خصوصاً مع تزايد الطلب على هذه المعادن في ظل التحولات الصناعية الحديثة، وهو ما قد يفسر التصريحات الأميركية المثيرة للجدل التي تشير إلى إمكانية ضم كندا إلى الولايات المتحدة.

ترامب والمعادن
وتؤكد جلاد أنه لا يمكن النظر إلى سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دون التوقف عند ارتباطه الوثيق بقطاع المعادن والتعدين، فعلاقة ترامب بالمعادن ليست مجرد اهتمام اقتصادي، بل هي جزء من رؤيته لكيفية إبقاء الولايات المتحدة في صدارة المشهد العالمي، عبر تأمين الموارد الحيوية بطرق قد تكون غير تقليدية، حتى لو كان ذلك على حساب حلفاء واشنطن التقليديين، فمنذ ولايته الأولى، أدرك ترامب أن السيطرة على المعادن الاستراتيجية، ليست مجرد مسألة اقتصادية، بل هي عنصر رئيسي في صراع القوى الكبرى، خصوصاً في ظل هيمنة الصين على العديد من هذه الموارد، ولذلك يمكن التأكيد على أن أحد أسباب التوتر المستمر بين كندا وأميركا، هو سعي ترامب لضمان وصول بلاده إلى معادن كندا الغنية، والتي تشمل الليثيوم والكوبالت والنيكل والعناصر الأرضية النادرة، تماماً كما يحاول أن يفعل مع أوكرانيا.

عوامل اقتصادية وشخصية
من جهته يقول المحلل المالي جوزف زغبي، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن علاقة "الحب والكراهية" التي تجمع بين ترامب وكندا، سببها التأرجح بين المصالح الاقتصادية والشخصية، فكندا تعتبر شريكاً تجارياً رئيسياً للولايات المتحدة، وتربط بين البلدين علاقات اقتصادية عميقة، إلا أن ترامب يرى أن هذه الشراكة غير متكافئة، وأن كندا تجني مكاسب تفوق ما تحصل عليه بلاده، ولذلك يسعى إلى "تصحيح المسار" عبر اتفاقيات جديدة تعيد برأيه التوازن إلى العلاقات، مشيراً إلى أنه إلى جانب البعد الاقتصادي، لا يمكن تجاهل العامل الشخصي، حيث تلعب العلاقة المتوترة بين ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو المنتهية ولايته دوراً في تأجيج الخلافات، مما جعل التوتر بين البلدين أكثر حدة وتعقيداً، لتبقى الآمال معلقة على مجيء رئيس وزراء كندي جديد، تكون علاقته مع ترامب أكثر وداً.

الوصول للمعادن دون قيود
واعتبر زغبي أنه إذا نظرنا إلى جوهر التوتر بين ترامب وكندا، فسنجد أن الأمر يتجاوز التصريحات المتقلبة أو حتى الرسوم الجمركية، فالقضية الأساسية هنا، تتعلق بالموارد المعدنية التي تمتلكها كندا، والتي تُعد من بين الأكثر أهمية في العالم، وبالتالي فإن إدارة ترامب ترى في كندا كنزاً استراتيجياً لا يمكن التفريط فيه، خصوصاً مع تزايد المنافسة مع الصين، التي تهيمن على إنتاج الكثير من المعادن مثل تلك التي تمتلكها كندا، وبالتالي ورغم أن فكرة ضم كندا كولاية أميركية قد تبدو غير واقعية سياسياً، لكنها تعكس إدراك واشنطن لأهمية الموارد التي تمتلكها، حيث تسعى أميركا بكل قوتها لضمان وصولها إلى تلك المعادن بأقل قدر من القيود.

ويؤكد زغبي أنه مع عودة ترامب إلى المشهد السياسي، لا يبدو أن التوترات بين أميركا وكندا ستنتهي قريباً، إذ أنه من المرجح أن نشهد جولات متعددة من الضغوط الاقتصادية والتجارية بين الطرفين، رغم المحاولات الحثيثة لحل الخلافات، متوقعاً أن تجد كندا نفسها أمام تحد صعب، للحفاظ على استقلالية قراراتها الاقتصادية، وحماية مصالحها في وجه طموحات ترامب، الذي أكد منذ ساعات أن ترودو هو المسؤول على الأغلب، عن المشاكل التي تواجهها الإدارة الأميركية الجديدة مع كندا، متهماً إياه بأنه يحاول استخدام قضية الخلاف مع الولايات المتحدة للبقاء في السلطة. (سكاي نيوز)

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك