نشرت صحيفة هآرتس مقالًا للسياسية والنائبة السابقة في الكنيست كسينيا سفيتلوفا، تناولت فيه موقف تل أبيب من الأحداث الأخيرة في مدينة جرمانا القريبة من دمشق، والتصريحات الإسرائيلية بشأن حماية الدروز في سوريا.
واستعرض المقال تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، اللذين تعهدا بالتدخل العسكري إذا تعرضت الطائفة الدرزية في جرمانا لأي تهديد من النظام السوري.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كان نتنياهو يسعى لاستخدام هذا الملف كذريعة لشن عملية عسكرية في سوريا، ومدى تقبل دروز سوريا لأي تدخل إسرائيلي محتمل.
وقد بدأ الهدوء يعود تدريجيا إلى جرمانا بعد ساعات شهدت فيها المدينة -التي تقطنها غالبية درزية إلى جانب مسيحيين وسنة وعلويين- توترا أمنيا الجمعة الماضي بين قوات محلية تطلق على نفسها اسم "درع جرمانا" العسكري وإدارة الأمن العام التابع للداخلية إثر خلاف شخصي تسبب في مقتل عنصر أمن تابع للوزارة.
وتشكك سفيتلوفا في مقالها التحليلي، في ما إذا كان الدروز يسعون أو يحتاجون أصلاً إلى المساعدة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن جرمانا مجتمع مختلط حيث يبدو أن القوات المحلية قادرة على الحفاظ على النظام دون تدخل خارجي.
ويشير التحليل إلى أن دوافع نتنياهو قد لا تتعلق بحماية الدروز بقدر ما تتعلق بتبرير الوجود العسكري الإسرائيلي قرب دمشق، مما قد يضمن مكاسب إستراتيجية.
وتقول الكاتبة -التي تعمل مديرة تنفيذية للمنظمة الإقليمية للسلام والاقتصاد والأمن (ROPES)- إن تصريحات نتنياهو عن ضرورة حماية الدروز تبدو شبيهة إلى حد كبير بتبرير روسيا تدخلها في أوكرانيا.
وتعتقد سفيتلوفا أن هذا النوع من الحماية الذي ينادي به رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يضر بالدروز بدلا من الدفاع عنهم، بل قد يخلق فجوة بينهم وبين بقية السوريين الذين قد تزداد شكوكهم في رغبة نتنياهو المفاجئة في حماية هذه الطائفة وتقسيم سوريا، لافتة إلى أن إسرائيل كانت قد وقفت في الحرب الأهلية اللبنانية مع قوات مسيحية ضد دروز لبنان.
ويحذر المقال من أن مثل هذه التحركات تخاطر بعزل الدروز داخل سوريا وتفاقم التوترات مع الحكومة السورية الجديدة التي لم تستجب نسبياً للتحركات الإسرائيلية حتى الآن. (الجزيرة نت)