هزت جريمة النصب والاحتيال التي ارتكبتها منصة "إف بي سي" للبرمجيات والتسويق الإلكتروني مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت حالة من الغضب والدهشة في مصر، خاصة بعد أن كشفت الأجهزة الأمنية عن عمليات احتيال استهدفت آلاف الضحايا داخل مصر وخارجها.
وتمكّنت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية بالتعاون مع إدارة البحث الجنائي بالبحيرة من القبض على أحد المتهمين في قضية المنصة، بعد أن تقدم العديد من الضحايا ببلاغات ضد المتهم. وكان قد قام بفتح مقر للمنصة وتنظيم حفلات دعائية باسم الشركة في محافظات البحيرة، الجيزة، والقاهرة، بحسب ما ذكر موقع "اليوم السابع".
ظهرت منصة "إف بي سي" لأول مرة في نهاية عام 2024، وبدأت عملياتها الفعلية في كانون الأول 2025، مُدعية أنها توفر للمستخدمين فرصًا لتحقيق أرباح ضخمة مقابل تنفيذ مهام بسيطة مثل التفاعل مع الإعلانات أو مشاهدة فيديوهات لفترات زمنية محددة. سرعان ما انتشرت المنصة في مصر بسبب وعودها بأرباح مغرية، مما جذب العديد من الأفراد الذين وقعوا في فخ النصب. ومع ذلك، لم يكن للمنصة تطبيق رسمي متاح على متاجر الهواتف المحمولة، وكان يتم إرسال روابط الدعوة للأعضاء عبر تطبيقات مثل واتساب وتليجرام لإنشاء الحسابات. ورغم الانتشار الواسع للمنصة، ظل المالك الحقيقي لها مجهولًا، كما أنها لم تكن مرخصة قانونيًا.
أقنعت المنصة المستخدمين بأنها شركة مصرية مرخصة تعمل بتعاون مع الحكومة، مما جعلها تبدو موثوقة. ولتعزيز مصداقيتها، لجأت المنصة إلى استخدام إعلانات ممولة على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تعاونها مع مشاهير السوشيال ميديا للترويج لأنشطتها. كما استغلت أسماء شركات وصناديق استثمارية عالمية مشهورة مثل "صناديق مورجان الأميركية"، و"مؤسسة الخليج للاستثمار"، و"بنك الإمارات الوطني"، لإضفاء طابع المصداقية على عملياتها. ولم تكتفِ المنصة بذلك، بل قامت أيضًا بإقناع المستخدمين بإنشاء فروع للشركة والحصول على سجلات تجارية، وهو ما جعل الضحايا يعتقدون أنهم يشاركون في استثمار مشروع. بعض المستخدمين قاموا بتنظيم حفلات دعائية لزيادة عدد الضحايا.
واعتمدت منصة "إف بي سي" على سياسة "الدفع أولًا لتحقيق المكسب"، حيث كانت تزداد فرص الربح مع زيادة الاستثمار. وبعد إنشاء الحساب، كانت المنصة تمنح المستخدمين مهامًا يومية مثل مشاهدة فيديوهات مقابل أرباح يومية. كما اشترطت المنصة على المستخدمين شراء باقات استثمارية، حيث كانت كل باقة تقدم مميزات أكبر من سابقتها. على سبيل المثال، كانت باقة "مصر" تُكلف حوالي 11,200 جنيه وتوفر ربحًا يوميًا قدره 490 جنيهًا مع مكافأة إضافية تصل إلى 5,000 جنيه. بهذه السياسات الاحتيالية، استطاعت منصة "إف بي سي" استقطاب العديد من الضحايا الذين اكتشفوا لاحقًا أنهم وقعوا ضحية لعملية احتيال منظمة، في حين كانت السلطات الأمنية قد شرعت في التحقيقات للكشف عن المزيد من المتورطين. (سبوتنيك)