أثارت دعوة الباحثين الإسرائيليين ألكسندر ريبالوف وألكسندر ديلمان لتهجير سكان قطاع غزة إلى ليبيا باعتبارها الخيار الأفضل مقارنة بمصر والأردن، بحسب ما ورد في دراسة لهما نشرت على موقع "Israel National News"، ونقلتها أيضاً القناة الإسرائيلية الـ 12 ذات التوجه الوسطي، جدلاً كبيراً في الشارع الليبي وأروقة السياسة.
وعللت الدراسة الإسرائيلية اختيار ليبيا من دون غيرها لعوامل عدة في مقدمها صعوبة تنفيذ فكرة توطين الغزاويين في مصر أو الأردن، بسبب ما وصفتها الدراسة بـ "الأخطار الأمنية والاستقرار السياسي الهش" في البلدين.
وعزا الباحثان صعوبة توطين سكان غزة في الأردن إلى إمكان "زعزعة الاستقرار هناك بسبب الوجود القوي لجماعة 'الإخوان المسلمين' بينما تأثيرهم الأيديولوجي في مصر قد يشكل تهديداً لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي".
المصالح الغربية
وتابع الباحثان الإسرائيليان أن "مصر تعاني أزمة سكانية خانقة حيث إن دلتا النيل التي تضم أكثر من 40 مليون شخص تعد واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً في العالم، بينما معظم الأراضي المصرية الأخرى صحراء غير صالحة للحياة"، على عكس "ليبيا فهي دولة ذات مساحة شاسعة وكثافة سكانية منخفضة، كما أنها تعاني انقسامات داخلية تخلق فرصاً لإعادة التوطين"، بحسب ما نشر.
وقال الباحثان إن "الميليشيات المتنافسة في ليبيا قد تكون مستعدة لقبول الفلسطينيين في مقابل دعم سياسي ومالي من الدول الغربية"، منوهين إلى أن "الجنرال خليفة حفتر الذي يسيطر على معظم ليبيا قد يكون الشريك المثالي لهذه الخطة"، وأكدا أن "التوطين في ليبيا سيخدم المصالح الجيوسياسية للغرب من خلال تعزيز النفوذ الأميركي في شمال أفريقيا واحتواء نفوذ الصين وروسيا وتركيا".
وأوضح الباحثان الإسرائيليان أن "نقل الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا لن يحل فقط مشكلة القطاع بل سيسهم في استقرار الشرق الأوسط ويحقق مكاسب إستراتيجية لإسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها".
الأمر مرفوض
ورد عضو البرلمان الليبي صالح فحيمة على دعوة الباحثين الإسرائيليين لنقل الغزاويين إلى جنوب ليبيا بقوله "نرفض بصورة قاطعة أي مخطط يستهدف تهجير الفلسطينيين إلى جنوب ليبيا أو أية بقعة خارج فلسطين، هذا البلد الذي يحمل إرثاً تاريخياً"، وذكر في تصريح خاص أن "هذه الدعوة تعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الشعب الفلسطيني ومحاولة مكشوفة لتصفية قضيته العادلة تحت ذرائع واهية".
حلم قديم
الكاتب السياسي الليبي - الأميركي محمد بويصير دعا إلى "أخذ الأمر على محمل الجد وبخاصة أن الباحثين الإسرائيليين اللذين تطرقا إلى موضوع تهجير الغزاويين إلى جنوب ليبيا لهما وزنهما ولا يمكن أن يصدر عنهما أي كلام عشوائي"، معللاً تخوفه من عدم ذكر الباحثين الإسرائيليين أية دولة أخرى مثل تونس أو الجزائر أو عُمان أو غيرها، بل ذهبت الدراسة الإسرائيلية مباشرة إلى الجنوب الليبي لأن ليبيا لم تكن بعيدة من المشروع الاستيطاني، إذ كان الجبل الأخضر في برقة بشرق ليبيا أحد المناطق التي سبق واُقترحت عام 1898، غير أن ندرة المياه حالت دون ذلك، منوهاً إلى أن خروج هذه الدراسة الإسرائيلية الآن تؤكد أن المشروع لا يزال قائماً. (اندبندنت عربية)