نشر موقع "الخليج أونلاين" تقريراً جديداً وثق خلاله شهادات من أسرى فلسطينيين من غزة، جرى تحريرهم مؤخراً من السجون الإسرائيلية.
وتعكس آثار التعذيب والتعب الشديد الذي يملأ جسد الأسير المحرر عنتر الآغا الأيام القاسية التي عاشها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي على مدار عام كامل، وما تعرض له مع باقي الأسرى من تعذيب على يد الجنود والسجانين، بحسب التقرير.
ولم يقو جسد الآغا، الذي خرج من سجون الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت 1 شباط الجاري، ضمن صفقة التبادل مع المقاومة، على الصمود والوقوف لاستقبال المهنئين له، حيث سقط على الأرض.
الآغا واحد من الأسرى الذين خرجوا ووصلوا إلى قطاع غزة ضمن صفقة التبادل، وأكدوا في أحاديث منفصلة لـ"الخليج أونلاين" تعرضهم لأقسى أنواع التعذيب، والحرمان من النوم، والتجويع داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
يقول الآغا، في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "أذلونا وأهانونا داخل سجونهم، وذقنا القهر والظلم على مدار عام كامل من الاعتقال، وكانت أيام السجن ثقيلة، وأجسادنا تصف المشهد".
تسبب التعذيب الذي تعرض له الآغا يومياً في كسر بأضلاعه، ووصل إلى مرحلة لم يستطع فيها المشي، وهو مكبل اليدين بشكل وثيق جداً، مما أحدث تقرحات في يديه.
وتعرض الآغا وأسرى قطاع غزة لتعذيب ممنهج ويومي من قبل السجانين، حيث كانوا يصطفون في طابور واحد لتلقي الضرب من قبل الجنود.
أشد أشكال التعذيب الصعبة التي تعرض لها الآغا، كما يوضح، كانت في سجن النقب، حيث أوقفهم السجانون على صفيح ساخن جداً لا يتحمله أي إنسان لساعات طويلة.
وأصيب الآغا وعدد من الأسرى بأمراض جلدية داخل سجن النقب بسبب عدم توفر مياه للنظافة أو أي مواد تنظيف، وتعمد جنود الاحتلال تركهم لفترات طويلة دون السماح لهم بالاستحمام أو تقديم أي نوع من العلاج.
وكحال الأسير الآغا، تعرض الأسير المحرر نصر الله معمر للتعذيب بطريقة الشبح والبرد والإهانة، واستخدام الجوع سلاحاً ضدهم.
ومعمر الذي قضى في سجون الاحتلال 18 عاماً وكان محكوماً بالمؤبد، وخرج ضمن صفقة التبادل، يقول لـ"الخليج أونلاين": "أصعب أيام السجن كانت بعد أحداث السابع من تشرين الألو 2023، حيث جن جنون جنود الاحتلال، وأصبح التعذيب يومياً ومؤذياً".
وتعرض معمر والأسرى للحرمان من النوم لساعات طويلة، والضرب في أماكن حساسة، والتجويع، وعدم العرض على الأطباء أو تقديم أي نوع من العلاج لهم.
ويصف معمر لحظة تحريره من سجون الاحتلال بأنه خرج "من ضيق القبور إلى الحياة"، بعد سنوات طويلة وقاسية قضاها برفقة الآلاف من الأسرى، خاصة بعد أحداث السابع من تشرين الأول 2023.
يردف قائلاً: "لا يمكنني أن أصف للعالم ما تعرضت له خلال العام الأخير من وجودي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث التعمد في إذلالنا، والضغط علينا، وتعطيشنا للنيل من إرادتنا وكرامتنا".
وخضع معمر في الأيام الأخيرة من سجنه، وقبل الإفراج عنه، لتحقيق من قبل مخابرات الاحتلال وتهديده بالقتل بعد خروجه من السجن، في حال عمل مع المقاومة الفلسطينية.
أسير مقعد
الأسير المحرر المقعد علي حسان، الذي قضى في سجون الاحتلال 21 عاماً، وكان محكوماً بالمؤبد وعشرين عاماً، كانت ظروفه أصعب وأقسى من باقي الأسرى؛ بسبب وضعه الصحي الخاص.
يقول حسان (56 عاماً) في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "بدأنا معاناتنا وتعذيبنا وضربنا من قبل الجنود في الثامن من أكتوبر 2023، حيث قاموا بالمشي على أجسادنا، وإجراء تفتيش عارٍ لنا".
أصعب ما تعرض له الأسير المحرر حسان داخل السجن هو تعريته من قبل الجنود خلال التحقيق معه بشكل إجباري، وضربه دون أي احترام لوضعه الصحي أو أخذه في الحسبان. (الخليج أونلاين)