نشر موقع "الجزيرة نت" تقريراً جديداً تحدث فيه عن خطوات إيران الأخيرة المرتبطة بتدشين أسلحة نوعية وتكثيف مناوراتها العسكرية.
ويقول التقرير إنه رغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ورغبة الحكومتين الإيرانية والأميركية في الانخراط بمفاوضات لحلحلة القضايا الشائكة، فإن المؤسسة العسكرية الإيرانية تسرّع وتيرة الكشف عن أسلحة حديثة، في إطار سلسلة مناورات أطلقتها عقب الهجوم الإسرائيلي على أراضيها في تشرين الأول الماضي.
وكثفت إيران منذ الأيام الأولى للعام الجاري تمريناتها العسكرية في ربوع البلاد بمشاركة قوات الجيش والحرس الثوري والتعبئة الشعبية، وأكدت على لسان المتحدث باسم الحرس الثوري اللواء علي محمد نائيني أن المناورات المتواصلة سوف تستمر حتى منتصف آذار المقبل، وفق التقرير.
وفي غضون ذلك، دأبت المؤسسة العسكرية الإيرانية خلال الأسابيع الماضية على الكشف عن أحدث إنجازاتها العسكرية، منها صواريخ وطائرات مسيرة ومضادات جوية وقاعدة لتخزين الصواريخ والزوارق فائقة السرعة، مؤكدة أن "بعض هذه القطع البحرية قادرة على ضرب سفن ومدمرات أميركية".
أحدث صاروخ
وبعد مضي نحو أسبوعين على هذا الكشف بث التلفزيون الإيراني الرسمي مساء أول أمس السبت شريطا مصورا قال إنه يعود لقاعدة بحرية جديدة تحت الأرض تحتوي على مئات الصواريخ المجنحة القادرة على مواجهة الحرب الإلكترونية.
كذلك، أزاحت وزارة الدفاع الإيرانية أمس الأحد النقاب عن "أحدث صاروخ باليستي" تحت عنوان "اعتماد" بمدى 1700 كيلومتر، إلى جانب عرضها 3 أقمار صناعية محلية الصنع باسم "ناوك"، و"بارس 1″، و"بارس 2".
وعلى وقع الاحتفال بالذكرى الـ46 لانتصار الثورة الإيرانية عام 1979 أعلن الجيش الإيراني عن الاستعاضة عن سلاحه التنظيمي "جي 3" القديم ببندقية "مصاف 2" المحلية.
وكشف أمس الأحد عن جيل مطور لمنظومة "باور 373" للدفاع الجوي، موضحا أن منصات إطلاق المنظومة أصبحت مزودة برادار للتتبع والتحكم، وذلك بعد أن كانت تعتمد على رادار مركزي لاعتراض الأهداف وتدميرها في نسختها السابقة.
تهديدات أجنبية
ويرجع الباحث في الشؤون العسكرية محمد مهدي يزدي سبب تكثيف طهران مناوراتها العسكرية وتدشينها أسلحة إستراتيجية إلى التطورات الإقليمية والدولية، واصفا الهجوم الإسرائيلي الأخير على أهداف داخل إيران بأنه "تطور خطير" دفع طهران إلى العمل على رفع قدرتها الردعية وتحديث أسلحتها القتالية.
وفي حديثه للجزيرة نت، يلمس الباحث الإيراني تهديداً مبطناً في تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعرب عن أمله بتجنب توجيه ضربات لإيران، ولا سيما أن مواقفه تتزامن مع التهديد الإسرائيلي بضرب منشآت طهران النووية وتعويل تل أبيب على مساعدة ترامب لتحقيق هذا الهدف.
وبرأيه، فإن المؤسسة العسكرية الإيرانية أجرت مناورات بالذخيرة الحية لاستعراض نجاعة راداراتها ونجاح مضاداتها الجوية في صد الهجمات الصاروخية، بعد أن برهنت صواريخها الفرط صوتية على قدرتها على اختراق أحدث المضادات الجوية الأميركية والإسرائيلية.
وقال يزدي إن القوات العسكرية الإيرانية تعيش أعلى درجات الاستعداد القتالي من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في تسليحها العسكري لمواجهة الأسلحة المتقدمة لدى الأعداء من جهة، ورفع سرعة الكشف عن الأهداف المعادية وتحديد النقطة المناسبة لاستهدافها من جهة أخرى، فضلا عن تفعيلها نظام مواجهة الطائرات المسيّرة المهاجمة.
وقد دشنت هذه القوات خلال مناوراتها المتواصلة -وفق المتحدث- تقنية الذكاء الاصطناعي في منظوماتها الصاروخية، إذ أطلقت صواريخ مزودة بهذه التقنية من مسيّرات متطورة، إلى جانب تنفيذها تحليقا جماعيا للمسيّرات الهجومية وعمليات قتالية بالروبوتات ضد الدبابات وناقلات الجند.
خيبة أمل
من جهته، يقرأ أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران محسن جليلوند تكثيف بلاده مناوراتها العسكرية في سياق التوتر المتواصل بينها وبين العواصم الغربية بشأن موقف طهران من إسرائيل، مستبعداً احتواء التوتر بينهما رغم وجود رغبة لدى الحكومة الإيرانية والإدارة الأميركية للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وفي حديثه للجزيرة نت، يستذكر الأكاديمي الإيراني دعوة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في أغسطس/آب الماضي حكومة بلاده إلى زيادة الاستثمار في القطاع العسكري، ويرى أن تكثيف طهران مناوراتها العسكرية يأتي مع رفعها ميزانيتها العسكرية بنسبة 200%.
وتابع أنه بعد أسبوع من تصريحات خامنئي بشأن "التعامل بحذر مع العدو" - والتي فسرت من قبل البعض على أنها موافقة ضمنية على عزم الحكومة التفاوض مع أميركا - عاد وهاجم واشنطن أمس الأحد لدى استقباله المشاركين في مسابقات القرآن الكريم بقوله إن للشعب الإيراني الشجاعة ليقول "أميركا معتدية وكاذبة".
وترمي سياسة طهران -وفق جليلوند- إلى الموازنة بين الدبلوماسية والميدان، وتوفير أوراق ضغط بيد وفدها المفاوض، ويستشرف في الوقت نفسه توترا في العلاقات الإيرانية الغربية خلال العام الجاري. (الجزيرة نت)