نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن "حركة حماس في غزة تُحاول خلال عمليات تبادل الأسرى، إظهار السيطرة التي تُمارسها على قطاع غزة وذلك على الرغم من الضربات التي تلقتها من الجيش الإسرائيليّ خلال ما يقرب من عامٍ ونُصف العام منذ هجوم 7 تشرين الأول 2023".
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ عمليات إطلاق سراح الرهائن أصبحت أمراً طبيعياً الآن، مشيراً إلى أنه "عندما بدأت هذه الخطوة في 19 كانون الثاني الماضي، لم يكنُ من الواضح كيف ستُنظم حماس عملية التسليم".
وأردف: "لقد تم إطلاق سراح الرهائن رومي جونين وإميلي داماري ودورون شتاينبريشر في ساحة مفتوحة خلف بعض المباني المدمرة. كان هناك حشد من مئات الأشخاص الذين تلحقوا حول سيارات الصليب الأحمر، وبدا الأمر وكأن حماس تحاول إظهار سيطرتها، لكن عملية التبادل الأولى لم تكن منظمة بشكل جيد من قبل الحركة الفلسطينية".
وأكمل: "كذلك، فقد جرى تنظيم عملية الإفراج عن الرهائن الآخرين بشكل أفضل. وبالنسبة لحماس، كان إطلاق سراح الجنديات كارينا أرييف، ودانييلا جلبوع، ونعاما ليفي، وليري الباغ حدثاً ضخماً، فقد أقاموا مسرحاً وجعلوا الأمر يبدو وكأنه احتفال رسمي مهم، كما وزعوا حقائب عليها شهادات ، وطلبوا من الصليب الأحمر أن يصعد على المسرح مع الرهائن".
وأضاف: "كانت أغام بيرغر الخامسة من مجموعة نساء الجيش الإسرائيلي اللواتي تم اختطافهن في السابع من تشرين الأول، وتم إطلاق سراحها بعد أيام قليلة من الأخريات في حفل منفصل أقامته حماس في جباليا شمال غزة".
وذكر التقرير أنّ "حماس تحوّلت خلال عمليات الإفراج عن الرهائن إلى محاولة إظهار جوانب مختلفة من غزة، حيث نظمت الفعاليات في مناطق مختلفة، مثل جباليا وخان يونس، لإظهار سيطرتها المتزايدة مع عودتها إلى مناطق في قطاع غزة".
وتابع: "هذا مهم بالنسبة لحماس لأنه عندما بدأ وقف إطلاق النار، كانت حماس تسيطر بشكل أساسي على وسط غزة، ولكن سيطرتها على الأجزاء الشمالية والجنوبية منها كانت أقل بكثير".
وأكمل: "من الواضح أن حماس تستغل فترة المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والتي تستمر نحو 40 يوماً، لإعادة بناء نفسها، فهي توزع الأسلحة والزي العسكري على أعضائها، وبعض هؤلاء من القادة، ولكن الكثيرين منهم من المرجح أن يكونوا من المجندين الجدد الذين تم جلبهم أثناء الحرب لتعويض الخسائر".
وأردف: "كذلك، تستعرض حماس عملها مع جماعات أخرى في غزة، مثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، والهدف العام لحماس هو تقديم نفسها باعتبارها مسيطرة وقادرة على فرض قوتها مرة أخرى".
وذكر التقرير أن "هذا الأمر مهم ليس فقط لإظهاره لإسرائيل، بل وأيضاً لسكان غزة، فحماس تريد أن يعلم سكان غزة أنها تمتلك القوة البشرية والأسلحة اللازمة لإعادة فرض وجودها في غزة".
وأوضح أنّ "حماس تُدرك أن إسرائيل ربما ترغب في العودة إلى القتال في غزة بعد المرحلة الأولى من إطلاق سراح الرهائن، كما تعلم أنَّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرحت فكرة مغادرة سكان غزة للقطاع خلال فترة إعادة الإعمار".
وتابع: "لكن حماس لا تريد أن يحدث هذا، وهي تستخدم تبادل الرهائن لإظهار قدرتها على التعامل مع الأمور في غزة. ومن الأمور ذات الأهمية الخاصة أن حماس لا تسعى إلى إظهار كل الدمار والتحديات التي ستواجهها في حكم غزة، بل إنها تريد أن تقدم جبهة موحدة وإحساساً بالنصر دون الإشارة إلى الطريق الذي ينتظرها".
وختم: "في المقابل، فإنه ليس لدى التنظيم الفلسطيني الكثير ليستعرضه، فحماس لديها في الغالب مسلحون، ولكنها فقدت الكثير من ترسانتها. ولهذا السبب يتعين عليها أن تستعرض قوتها الإجمالية من حيث الأعداد خلال عمليات تبادل الرهائن، للتعويض عن حقيقة أنها لا تمتلك الترسانة التي كانت لديها في السادس من تشرين الأول 2023".