رأى تقرير لصحيفة "تلغراف"، أن حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد القدامى لا يستطيعون أن يهبوا للإنقاذ هذه المرة؛ فموسكو غارقة في أوكرانيا، فيما تتصارع إيران مع حملة إسرائيلية لا هوادة فيها.
وبحسب الصحيفة، في عام 2015، بدأت روسيا أكبر حملة عسكرية لها خارج حدودها منذ الحرب الباردة، إذ شنت حربًا جوية واسعة النطاق لإنقاذ الحكومة السورية.
تحديات غير مسبوقة
وفي ذلك الوقت، كانت الفصائل المسلحة السورية تقترب من معاقل الحكومة، حتى عندما كان الأسد يعتمد بشدة على إيران وحزب الله للحصول على الدعم في السنوات السابقة.
وأدى تدخل موسكو إلى قلب المعارك، وبلغ ذروته باستعادة السيطرة على أكبر مدينة سورية، حلب، والاستقرار الهش الذي صمد إلى حد كبير منذ ذلك الحين.
إلا أنه هذا الأسبوع، شن المسلحون هجوماً كبيراً على مواقع الحكومة السورية في حلب وإدلب.
ويُثير الهجوم تساؤلات ملحة حول قدرة الجيش السوري على الاستمرار، وقدرة حلفائه على إنقاذه هذه المرة.
وأضافت الصحيفة أن التحديات التي يواجهها الأسد ومؤيدوه في روسيا وإيران غير مسبوقة؛ إذ إن موسكو منشغلة بأوكرانيا، إذ أعطت الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لكييف الضوء الأخضر لضرب الأراضي الروسية.
وفي الوقت نفسه، تتصارع إيران مع حملة إسرائيلية فيها استهدفت شبكاتها العسكرية، وأضعفت قبضتها على سوريا.
تحصين الممرات الرئيسية
وتحت قيادة "هيئة تحرير الشام"، وهي فرع سابق لتنظيم "القاعدة"، قطعت منذ ذلك الحين علاقاتها مع الجماعة، بل واجتثتها بالكامل، تطورت قوات المعارضة إلى آلة عسكرية جيدة التنظيم، ومجهزة للحفاظ على استقرارها في قتال طويل.
وأشارت الصحيفة إلى أن توقيت حملة الفصائل المسلحة هذه لا يمكن أن يكون أسوأ بالنسبة لحلفاء الأسد، ومن غير المرجح أن تعيد روسيا، المنهكة بسبب حربها في أوكرانيا، نشر قوات كبيرة في سوريا.
ومن المرجح أن يركز دعمها، إذا جاء، على حماية قواعدها البحرية على طول البحر الأبيض المتوسط وتأمين المناطق الإستراتيجية في مقرات الحكومة السورية، وباختصار روسيا سوف تحمي مصالحها، وليس مصالح الأسد.
وعلى الجانب الآخر، تتعرض إيران للضغوط أيضًا، إذ دمرت حملة القصف الإسرائيلية المتواصلة بنيتها التحتية العسكرية في سوريا، ما أدى إلى تعقيد قدرة طهران على التدخل على نطاق واسع، بحسب الصحيفة.
ومع أنه من غير المرجح أن تتخلى إيران عن الأسد بالكامل، فإن دورها قد يتحول إلى تحصين الممرات الرئيسية، مثل الممر الذي يربط دمشق بالساحل والجسر البري الذي يربط بين العراق ولبنان، بدلًا من عكس مكاسب الفصائل عبر الخريطة.
وخلُصت الصحيفة إلى أنه من غير المحتمل كذلك أن تؤدي مكاسب الفصائل، على الرغم من أهميتها، إلى إبعاد الجيش السوري عن مناطقه الأساسية في دمشق وقلب الساحل. (إرم نيوز)