تستمر القوات الروسية في تقدمها على جبهات متعددة في أوكرانيا، في وقت تزداد فيه المخاوف من تصاعد النزاع إلى مستويات غير مسبوقة.
وتواصل روسيا استهداف المدن الأوكرانية في محاولتها لتحقيق أهداف استراتيجية، بينما ردت أوكرانيا بتوجيه ضربات إلى العمق الروسي، ما يعكس تحولًا في استراتيجية الصراع.
وفي ردها على الهجمات الروسية، استخدمت أوكرانيا صواريخ "ستورم شادو" البريطانية لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، ما شكل تحولًا حادًا في التكتيك العسكري الأوكراني. هذه الضربات على منشآت روسية أثارت ردود فعل غاضبة من موسكو، التي هددت بالتصعيد العسكري.
في هذا السياق، أكّد المسؤول السابق في جهاز الأمن الأوكراني، إيفان ستوباك، أن هذه الهجمات تأتي في وقت حساس، مشيرًا إلى أن روسيا ترى هذه الهجمات بمثابة استفزازات قد تؤدي إلى تصعيد أكبر. وأوضح أن روسيا تسعى للرد بشكل حاسم على هذه الهجمات للحد من أي تهديدات قد تتصاعد.
موسكو، في المقابل، تسعى لفرض السيطرة العسكرية على مناطق محددة داخل أوكرانيا، ومع ذلك أكدت على استعدادها لمناقشة الحلول السياسية لإنهاء الصراع.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار إلى استعداده لمناقشة حلول سلمية، في الوقت الذي ترفض فيه أوكرانيا أي تسوية تضر بسيادتها.
ستوباك أشار إلى أن الجانب الأوكراني يصر على شروط معينة للتفاوض، بما في ذلك ضمانات أمنية من حلف الناتو وضمان عدم تكرار الهجمات الروسية في المستقبل.
أثناء الحديث عن مستقبل الحرب، وعن التوقعات بشأن ما إذا كانت الحرب ستتجه نحو مزيد من التصعيد أو ستُفضي إلى حل سلمي، أوضح ستوباك، أن الوضع على الأرض يجعل من الصعب تحديد مصير الحرب، حيث أن الاستمرار في التصعيد من كلا الجانبين يزيد من احتمالية مواجهة مباشرة بين القوى العظمى.
مع ذلك، أشار إلى أنه إذا استمر الغرب في تقديم الدعم لأوكرانيا، فإن ذلك قد يساعد في تعزيز موقفها، لكنه قد يفاقم أيضًا التوترات مع روسيا، مما يؤدي إلى أزمة أكبر في المنطقة.
في هذا السياق، تحدث ستوباك عن الدعم العسكري والاقتصادي المستمر من دول الناتو لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن الدعم الغربي لا يزال يشمل الأسلحة المتقدمة والتمويل، وهو ما يعزز من قدرة أوكرانيا على مواجهة الهجمات الروسية.
وعن موقف حلف الناتو في حال طال أمد الحرب، أكد أن هذا قد يدفع بعض الدول الأوروبية إلى إعادة تقييم موقفها بشأن زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا.
وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية قد تبدأ في تقليل الدعم العسكري إذا استمرت الحرب لفترة أطول، خوفًا من تصاعد الأضرار الاقتصادية والسياسية.
السيناريوهات المستقبلية
ستوباك أكد أن السيناريو الأكثر ترجيحًا حاليًا هو استمرار الحرب، في ظل عدم وجود أفق قريب لتسوية سياسية، لكنه أضاف أنه في حال حدوث تغيرات على الأرض، مثل تغير في القيادة الروسية أو تطورات عسكرية كبيرة، فقد يتغير هذا المسار.
كما أشار إلى أن أفق المفاوضات يبدو بعيدًا في الوقت الراهن، إلا إذا ظهرت تغييرات دراماتيكية على مستوى الجبهات العسكرية أو في المواقف السياسية. (سكاي نيوز)