اجتماع بلا بيانات بين سيناتور يثق به الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ليدنسي غراهام، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يحمل رسالة مختصرة "افعل ما يجب فعله" لمنع إيران من "السلاح النووي"، لتبدأ ملامح خيار ثالث تسعى إليه واشنطن لمواجهة طهران مع عودة امبراطور العقارات للبيت الأبيض.
أما الخياران الآخران فهما العقوبات من أجل "إفلاس طهران" التي يعتمد معظم اقتصادها على النفط الذي يذهب جله إلى الصين، أو الحوار من خلال ما ورد من تقارير عن لقاء تم بين الملياردير المقرب من ترامب، إيلون ماسك، وسفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إرفاني وهو الأمر الذي تنفيه طهران التي يشير وزير خارجيتها عباس عراقجي إلى وجود فرصة "محدودة" للدبلوماسية.. فماذا نعرف عن تفاصيل الخيارات الثلاثة؟
خيار عسكري بيد إسرائيلية
بلا بيانات لاحقة، التقى السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، عقل ترامب لسياسات الشرق الأوسط، في إسرائيل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، دون أن يصدر أي منهما بيانات تشير إلى ما حدث، لكن ثمة رسالة أرسلت لـ"بيبي" "افعل ما عليك فعله" لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
غراهام تحدث إلى موقع أكسيوس بعد الاجتماع ليقول "لم يكن يومًا أكثر قلقًا بشأن النووي الإيراني".
وأضاف: "من مصلحة أميركا أن نضمن أن النظام الإيراني لا يمتلك سلاحًا نوويًا. هذه لحظة حرجة وخطيرة لأصدقائنا في إسرائيل والعالم بشكل عام. من الضروري أن يُرى ويُسمع أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل ضد التهديد القادم من إيران".
في السياق نفسه، قال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو يريد دعم ترامب لاتخاذ خطوات أكثر قسوة ضد إيران، بما في ذلك العمل العسكري ضد برنامجها النووي، ليتصدر الأمر النقاش الذي دار بين الرئيس المنتخب ووزير الشؤون الاستراتيجي الإسرائيلي المقرب من نتنياهو رون ديرمر.
وخلال ضربتها الأخيرة، نهاية تشرين الأول 2024، استهدفت إسرائيل ضمن ما استهدفت منشأة بحثية سرية للغاية للأسلحة النووية في "بارشين"، "غير نشطة في الوقت الحالي"، ما ألحق أضرارا كبيرة بجهود طهران على مدار العام الماضي لاستئناف أبحاث الأسلحة النووية.
وأشار أحد المسؤولين الإسرائيليين السابقين الذين اطلعوا على الهجوم لموقع أكسيوس إلى أنه دمّر معدات متطورة كانت تُستخدم لتصميم المتفجرات البلاستيكية التي تحيط باليورانيوم في جهاز نووي، وهي ضرورية لتفجيره.
إفلاس إيران.. خطة ترامب للضغط على طهران
قال مطلعون على عملية انتقال السلطة في البيت الأبيض، لصحيفة "فاينانشال تايمز"، إن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ستعيد إحياء سياسة "الضغط الأقصى"، الرامية إلى "إفلاس" قدرة إيران على تمويل وكلائها الإقليميين وتطوير أسلحتها النووية، بمجرد تنصيبه في 20 يناير المقبل.
وأشار خبير في الأمن القومي، مطلع على عملية الانتقال، إلى أن ترامب "عازم على إعادة فرض استراتيجية الضغط الأقصى، لإفلاس إيران في أقرب وقت ممكن".
وقال أشخاص مطلعون على عملية الانتقال إن فريق السياسة الخارجية لترامب سيسعى إلى تشديد العقوبات على طهران، بما في ذلك صادرات النفط الحيوية، لمحاولة إجبار إيران على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة.
ويعمل الفريق الانتقالي على صياغة أوامر تنفيذية، يمكن أن يصدرها في أول يوم لترامب في المكتب البيضاوي لاستهداف طهران، بما في ذلك تشديد وإضافة عقوبات جديدة على صادرات النفط الإيرانية.
وحثّ مستشارو ترامب الرئيس المنتخب على التحرك بسرعة بشأن طهران، إذ قال أحد الأشخاص المطلعين على الخطة إنه "سيتعامل مع فرض العقوبات على إيران بجدية بالغة".
ووفقا لوكالة معلومات الطاقة الأميركية، زادت صادرات النفط الخام الإيرانية أكثر من 3 أضعاف خلال السنوات الـ4 الماضية، من أدنى مستوى بلغ 400 ألف برميل يوميا في عام 2020 إلى أكثر من 1.5 مليون برميل في عام 2024، وتتجه تقريبا جميع الشحنات إلى الصين.
ويقول بوب مكينالي، رئيس شركة الاستشارات رابيدان إنرجي ومستشار الطاقة السابق لإدارة جورج دبليو بوش "إذا قاموا حقا باتخاذ إجراءات شاملة، يمكنهم إعادة صادرات النفط الإيرانية إلى بضع مئات من آلاف البراميل يوميا".
ويضيف أن النفط "مصدر دخلهم الرئيسي واقتصادهم بالفعل أكثر هشاشة بكثير مما كان عليه في ذلك الحين.. إنهم في وضع أسوأ بكثير من حتى فترة ولاية ترامب الأولى، سيكون وضعا سيئا للغاية".
وحث مستشارو ترامب الرئيس المقبل على التحرك بسرعة تجاه طهران، وقال شخص مطلع على الخطة إن الرئيس الأميركي الجديد سيوضح "أننا سوف نتعامل مع تنفيذ عقوبات إيران بجدية كبيرة".
الحوار.. عبر ماسك
سعت إيران بنجاح إلى عقد اجتماع مع إيلون ماسك المقرب من دونالد ترامب، حسبما أفاد مسؤول أميركي لأسوشيتد برس، في خطوة ضمن سلسلة من الخطوات التي يبدو أنها تهدف إلى تخفيف التوترات مع الرئيس المنتخب.
والتقى سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إرفاني مع ماسك الإثنين، في نيويورك، وفقا لمسؤول أميركي أطلعه زميل أجنبي على الاجتماع.
وقال المسؤول إنه تم إبلاغه بأن المناقشة تناولت مجموعة متنوعة من القضايا، أبرزها:
- برنامج إيران النووي
- دعم إيران للجماعات المناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
- آفاق تحسين العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.
وقال المسؤول إنه لم يتم اتخاذ أي قرارات فورية من أي من الجانبين.
لكن على الجانب الآخر، نفت وزارة الخارجية الإيرانية حدوث هذا الاجتماع، فيما خرج وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ليقول إن هناك فرصة "محدودة" لعلاج قضية البرنامج النووي لبلاده عبر الدبلوماسية، بحسب فرانس برس.
وصرح عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي بعد زيارة لإيران أجراها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، "لا تزال هناك فرصة للدبلوماسية، رغم أن هذه الفرصة ليست كبيرة جدا. هناك فرصة محدودة".
وقال عراقجي إن ملف النووي الإيراني "سيكون في السنة المقبلة حساسا ومعقدا، لكننا جاهزون لمواجهة أي سيناريو وظروف".
وأضاف أن إيران ستكون مستعدة لكل من "المواجهة" أو "التعاون"، وفق المسار الذي يقرر الطرف الآخر اتباعه. (بلينكس - blinx)