واصلت كامالا هاريس ومنافسها دونالد ترامب حملة أخيرة محمومة لكسب الأصوات في الولايات الحاسمة قبل ساعات من موعد الانتخابات التي تشهد تقاربا تاريخيا في التأييد. أكدت هاريس في حملتها أنها ستكون رئيسة لجميع الأميركيين، ودعت المختلفين معها إلى طاولة الحوار. أما ترامب، فقد روج لمستقبل بائس يدعي أنه وحده قادر على إصلاحه.
تأتي هذه التصريحات مع اقتراب يوم الحسم، حيث يترقب الأميركيون والعالم النتيجة بفارغ الصبر، في ظل مخاوف من اضطرابات قد تعقب الانتخابات. ووسط ذلك، تركز أنظار المراقبين على الولايات المتأرجحة، خاصة بنسلفينيا، التي قد تحسم نتائج السباق الرئاسي.
ويرى المحلل الاستراتيجي في الحزب الجمهوري، روبرت بورجيس، أن كامالا هاريس لم ترسل رسائل موحدة، بل كانت في السابق تصف ترامب بأنه "فاشي" وتقارنه بهتلر، ما يراه خطابا انقساميا.
ويشير في حديث لبرنامج "الحرة الليلة"، إلى أن الناخبين يتساءلون عن فاعلية هاريس في حل القضايا المهمة خلال فترة عملها كنائبة للرئيس، خصوصا قضايا الهجرة غير القانونية والاقتصاد، والتي تعد أولويات أساسية للناخبين.
يعتقد أن أفعال هاريس وتصاريحها خلال فترة عملها كنائبة للرئيس لم تكن مقنعة، بل أضعفت صورة الولايات المتحدة أمام العالم، مؤكدا أن ترامب، رغم أنه لم يكن سياسيا، إلا أن الناخبين يقارنون إرثه بإرث هاريس ويتساءلون: "هل نحن أفضل حالا مما كنا عليه قبل أربع سنوات؟".
ويقول إن العديد من الأميركيين يؤيدون خطة ترامب لإنقاذ البلاد، ويرون أن خطاب الوحدة الذي تقدمه هاريس يثير الارتباك، مشيرا إلى أن تصريحات ترامب عن تزوير الانتخابات لن تؤدي بالضرورة إلى عزوف الناخبين، بل قد تزيد من ثقة مناصريه الذين يشعرون بأنه الوحيد القادر على إنقاذ البلاد.
في المقابل، تؤكد النائبة السابقة في الكونغرس، مارجوري مارجوليفسكي، على أن كامالا هاريس تسعى للوحدة، وتعتبر ذلك رسالة واضحة وفعالة في الوقت الحالي، مضيفة أنها تلمس زخما وحماسا كبيرا بين الناخبين لكامالا هاريس، خاصة بين النساء في المناطق الريفية في بنسلفينيا، وترى أن ذلك الحماس قد يكون حاسما في نتيجة الانتخابات.
وتعرب عن قلقها من تأثير تصريحات ترامب المستمرة عن تزوير الانتخابات على ثقة الجمهور في العملية الانتخابية، مشيرة إلى أن اتهامات ترامب بعدم نزاهة الانتخابات تشوه الصورة الديمقراطية، وتقول إن كامالا هاريس لا تستخدم مثل هذا الخطاب.
وتشير إلى أن الناخبين يشعرون بالإرهاق من تصريحات ترامب التي تصف خصومه بصفات سلبية، وتؤكد أن خطاب الوحدة الذي تقدمه هاريس يعتبر بديلا إيجابيا.
وهنا، يرى بورجيس أن حملة ترامب تتحدث بلغة الأمل، وتؤكد على تحسين حياة الأميركيين تحت إدارته، كما يشارك في الحملة شخصيات ديمقراطية تفضل ترامب على هاريس، مؤكدا أن الديمقراطيين لديهم تاريخ من التشكيك بنتائج الانتخابات، مشيرا إلى أن هيلاري كلينتون نفسها قالت إن ترامب لم يكن يستحق الفوز بالانتخابات بعد خسارتها. (الحرة)