اقامت جمعية "عزت مزهر للفنون" احتفالا في متحف "عزت مزهر" في
الناعمة -
حارة الناعمة، كرّمت خلاله فنانين مبدعين، وهم نقيب الفنانين نعمه
بدوي،
تقلا شمعون وجوليا قصار وعصام عميص وغازي صعب، في حضور
وزير الثقافة السابق القاضي
محمد وسام المرتضى، رئيس "لجنة المبدعين في
لبنان" الشاعر هنري
زغيب، ممثلين عن
الجامعة اللبنانية وجمعية "الفنانين للرسم والنحت" وفاعليات.
بعد النشيد الوطني ونشيد المتحف "ها أنا لبنان"، تحدثت الدكتورة داليا مزهر مرحبة، تلتها رئيسة الجمعية سمر
عطايا مزهر وقالت:"نشكر حضوركم في هذا اللقاء الثقافي المميز، لرجل الثقافة والنحت والفن، الفنان عزت مزهر، الذي مازال حيا في قلوبنا جميعا، وروحه تتنقل بين زوايا المتحف ولوحاته، ليقول لنا :شكرا لكم وها أنا معكم روحا وفكرا".
وأكدت ان "الفن والثقافة والإبداع كانت سمة الفنان عزت"، واشارت الى ان "تكريم مجموعة من أهل الفن والإبداع اليوم، له دلالات كبيرة في هذا المكان وفي حضور
الوزير المرتضى وأهل الثقافة والفن وعلى وجه الخصوص بالتعاون مع الشاعر هنري زغيب، وتأكيدا على أهمية وعظمة ومكانة الفنانين"، متمنية ان "يصار الى الإهتمام اللازم والمستحق من قبل الدولة، فهم رفعوا لبنان وثقافته وفكره الى أعلى المراتب والمواقع".
زغيب
ثم تحدث زغيب وشكر
المرتضى "صاحب الفضل في تأسيس لجنة الإبداع، بصفته الوزير السابق والقاضي والرئيس الحالي"، وشدد على "دور الفنانين المبدعين في الوطن، وعلى الدور الذي تقوم به سمر مزهر في الحفاظ على مسيرة وقيمة وأهمية أشغال عزت مزهر ومنحوتاته ولوحاته وابرازها بشكل دائم، لتقول لنا كل منحوتة ان عزت مزهر معنا بجهود هذه المرأة العظيمة ".
وأكد "أهمية الوطن الذي يبقى ويذهب كل شيء"، وشدد على "دور الدولة التي تحمي أبناء الوطن"، مستشهدا بـ"الثوابت لا بالمتغيرات"، منوها ب"الفنانين المبدعين الذين ينتمي الوطن لهم وليس هم ينتمون الى الوطن".
وختم منوها ب"الجهود التي قامت بها سمر مزهر في إبقاء تاريخ وأثر عزت مزهر في القلوب والنفوس".
المرتضى
من جهته قال المرتضى:"في السنوات الثلاث التي
توليت فيها حقيبة الثقافة في لبنان، جعلت من أولوياتي تمتين العلاقات المباشرة بين الوزارة وجمهرة المثقفين اللبنانيين، بمختلف مواهبهم ونشاطاتهم الإبداعية. ذلك لإيمان عندي لا يزال مقيما في الجوارح، بأن وزارة فقيرة الميزانية أصلا في دولة تعاني انهيارات نقدية ومعيشية، ليس بمقدورها أن تقدم شيئا ملموسا للثقافة التي صنعت مجد لبنان، ما خلا الدعم المعنوي تسديه للمثقفين، باحتضانهم ورعايتهم والمشاركة في مناسباتهم الثقافية، على قدر المستطاع. وكان من جملة ما فعلت في هذا المضمار، أن أدرجت متاحف خاصة على قائمة
المتاحف الوطنية، وفي ذلك ما فيه من سعي إلى إبراز كنوز هذا المتاحف التي تحتوي على إبداعات أصحابها، مع ما يستتبع ذلك من ترويج سياحي لها، وتحفيز لزيارتها، وإتاحة فرص جديدة لتنمية المناطق التي تتوزع فيها على امتداد خريطة لبنان".
أضاف:"متحف عزت مزهر أحد هذه المتاحف الخاصة التي اعتبرت بمنزلة متحف وطني، وهو يستحق بلا ريب أن يعد كذلك، نظرا لما تختزنه زواياه من أعمال إبداعية تشكل بقية ما تركه لنا عزت مزهر النحات والرسام والأستاذ الجامعي والرائد في حركة الفن التشكيلي اللبناني التي ازدهرت عندنا كثيرا خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وما برحت إلى اليوم تحتل حيزا واسعا من مساحة الإبداع اللبناني، ومن حضور هذا الوطن الصغير في مسار الثقافة العالمية".
تابع:"لعل من الواجب التذكير في كل مقام، بأن عزت مزهر كان في أعماله محررا للجمال من أسر المادة، وهذا بالضبط ما قاله هو، حين قال: كلما حملت المطرقة والإزميل ووقفت أمام صخرة ما لأشرع بالعمل، ينتابني إحساس غريب، فأشعر وكأن الذي أبحث عنه وأبغي الحصول عليه محاصر ضمن سجن محصن، وأن علي واجب الإسراع في تحريره بكل دقة وتأن، كي لا أمسه بسوء وأعرضه لأي أذى".
ختم:"الآن بعد رحيله، ولكي لا يعاد فنه الجميل إلى أسر الأمكنة، تحول هذا المتحف بهمة السيدة سمر مزهر إلى فضاء حر للجمال. فهي التي حفظت تراث زوجها واسمه، وأبقت فاعلية ذكراه قيد الحياة، لا في الحنين فقط، ولا لدى أهل الاختصاص بمذهبه الفني فحسب، بل لدى جمهور المثقفين بلا استثناء، عندما سهرت على أن تجعل من متحفه جسر تواصل معهم، عبر إقامة احتفالات سنوية لتكريمهم. وها هي اليوم تستعيد نسخة جديدة من هذا التكريم، فتجمع كوكبة من الأعلام إلى هنا، لتقول لهم:
بورك ما صنعت مواهبكم من مجد للبنان".
وبعد ان سلّم المرتضى ومزهر المكرمين الدروع التكريمية، اقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.