عشية انطلاق بطولة كأس العالم للأندية 2025 في ميامي، تتركز الأنظار على الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات الأميركية بالتعاون مع الفيفا، في محاولة لتجنّب تكرار فوضى نهائي كوبا أميركا العام الماضي التي وصفت بـ"اللا إنسانية".
ففي 14
تموز 2024، شهد ملعب "هارد روك" في ميامي حالة من الذعر بعد تدافع آلاف الجماهير دون تذاكر، ما تسبب بإغماءات وصيحات استغاثة، ودفع الشرطة إلى فتح البوابات لتفادي كارثة إنسانية، ما سمح بدخول جماهير غير حائزة على تذاكر.
الواقعة أثارت قلقاً واسعاً بين منظمي البطولات الدولية المقبلة، لا سيما
كأس العالم 2026. وبدعوة من حاكم نيوجيرسي، فيل ميرفي، بدأت منذ ذلك الحين مراجعة شاملة للبروتوكولات الأمنية، بمشاركة الفيفا وسلطات فدرالية ومحلية.
وأكد مسؤولون أمنيون أن نهائي كوبا كشف عن ثغرات كبيرة، أبرزها غياب الطوق الأمني الخارجي، ما سهّل اختراق الملعب. لكنهم شددوا على أن الإجراءات الحالية أكثر صرامة، مع ثلاث نقاط تفتيش حول ملعب ميامي، وتمديد الحواجز المحيطة بالملاعب على نمط "السوبر بول".
غير أن التحديات لا تقتصر على الحواجز، بل تمتد إلى تعقيدات التنسيق بين الشرطة الأميركية، غير المعتادة على جماهير
الكرة العالمية، والفيفا المعتادة على تنظيم البطولات في دول ذات خبرة مختلفة. كما يُخشى من سوء فهم الثقافات الجماهيرية أو التعامل الأمني المفرط.
مع ذلك، يعوّل المنظمون على خبرات متراكمة، واستعانوا بخبراء دوليين وشهدوا مباريات كبرى في
أوروبا لتحسين الأداء الأمني. كما كثفوا التواصل بين
الأجهزة الأمنية، مع تصنيف
مباريات كأس العالم 2026 كأحداث ذات أهمية وطنية (SEAR 1)، ما يستدعي تدخل
وزارة الأمن الداخلي الأميركية بشكل موسّع.
ويأمل المسؤولون أن تمر بطولة الأندية التي تنطلق السبت من ميامي بلقاء
إنتر ميامي وأهلي مصر، بأمان، خاصة في ظل تعزيز الميزانيات الأمنية وكثافة التواجد الأمني، تمهيداً لمونديال 2026 الذي سيكون التحدي الأكبر. (yahoo sports)