في اكتشاف فلكي غير مسبوق نُشر اليوم في مجلة Nature، أعلن فريق من الباحثين عن رصد جرم سماوي غامض يُصدر دفعات منتظمة من موجات الراديو والأشعة السينية، وهي المرة الأولى التي يُرصد فيها مثل هذا السلوك من ظاهرة عابرة طويلة الأمد.
الجسم الجديد، الذي يحمل اسم ASKAP J1832−0911، يقع على بُعد 15 ألف سنة ضوئية في مجرة
درب التبانة. وقد التُقط لأول مرة باستخدام تلسكوب ASKAP في
أستراليا أواخر عام 2023، حين أطلق نبضات راديوية ساطعة ومتكررة كل 44 دقيقة.
لكن المفاجأة لم تتوقف عند هذا الحد.
فيما كان الباحثون يحاولون تتبّع إشارات الأشعة السينية من هذا المصدر، عثروا صدفة على بيانات غير منشورة من
مرصد تشاندرا التابع لناسا. أظهرت البيانات أن الجسم أطلق دفعات أشعة سينية بنفس التوقيت تمامًا مع ومضات الراديو – في تزامن نادر ومثير.
"كانت ضربة حظ علمية مذهلة... مثل العثور على إبرة في كومة قش كونية"، قال أحد العلماء المشاركين.
ما الذي يجعل هذا الاكتشاف مميزًا؟
الأجسام العابرة طويلة الأمد هي فئة نادرة من الأجرام الكونية، لم تُكتشف إلا مؤخرًا، وتتميز بإصدارها إشارات راديوية على فترات زمنية طويلة نسبياً. ومع ذلك، لم يُرصد أيٌ منها من قبل وهو يصدر أشعة سينية.
الخصائص الجديدة لـ ASKAP J1832 تثير احتمال أن يكون هذا الجسم نوعًا جديدًا تمامًا من النجوم الميتة أو نظامًا نادرًا لم يُر مثله من قبل – لا نجوم نيوترونية ولا أقزامًا بيضاء، بل شيء مختلف جذريًا.
العلماء يخططون لإجراء المزيد من الرصد والمتابعة لتحليل هذا الجسم الغامض، مؤكدين أن الاكتشاف "يفتح نافذة جديدة على فيزياء النجوم الميتة، ويطرح تساؤلات حول أنواع جديدة محتملة من الأجرام السماوية".
"قد نكون أمام أول دليل على فئة جديدة بالكامل من بقايا النجوم... أو طريقة لم نرها من قبل لانبعاث الطاقة في
الكون"، يقول الباحثون. (the conversation)