أطلقت شركة "سبيس إكس"، الأحد، رحلتها التجريبية الخامسة للمركبة "ستارشيب" (Starship) من ولاية تكساس الأميركية، وتمكنت للمرة الأولى من استعادة معزز المرحلة الأولى للصاروخ العملاق إلى الأرض.
وانطلق معزز المرحلة الأولى "سوبر هيفي" للصاروخ في (الساعة 12:25 بتوقيت جرينتش) من منصة الإطلاق التابعة لـ"سبيس إكس" في بوكا تشيكا بولاية تكساس، ليضع صاروخ المرحلة الثانية "ستارشيب" في مسار في الفضاء باتجاه المحيط الهندي غربي أستراليا، حيث سيحاول إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي ثم الهبوط في الماء.
وعاد "سوبر هيفي"، بعد انفصاله عن "ستارشيب" على ارتفاع نحو 74 كيلومتراً، إلى نفس المنطقة التي أطلق منها لمحاولة الهبوط، وأعاد إشعال ثلاثة من محركاته الـ33 من طراز Raptor لإبطاء هبوطه السريع، حيث استهدف برج الإطلاق الذي انطلق منه.
ومع هدير محركاته، سقط "سوبر هيفي" الذي يبلغ ارتفاعه 71 متراً بين ذراعي برج الإطلاق، وثبّت نفسه في مكانه بواسطة أربعة زعانف شبكية يستخدمها عند الطيران لتوجيه نفسه في السماء.
وكتب "ماسك" على منصة إكس بعد ذلك بلحظات: "لقد أمسك البرج بالصاروخ!!".
ووافقت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، السبت، على ترخيص إطلاق "سبيس إكس" لاختبار مركبة "ستارشيب"، بعد أسابيع من التوتر بين الشركة وهيئتها التنظيمية بشأن وتيرة الموافقات على الإطلاق والغرامات المتعلقة بصاروخ "سبيس إكس" المستخدم حالياً "فالكون 9".
نحو القمر والمريخ
ولا يزال أمام "ستارشيب" طريق طويل قبل أن تتمكن من نقل الأفراد والبضائع، وهو أمر بالغ الأهمية لطموحات الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" إيلون ماسك في إرسال أشخاص إلى القمر والمريخ.
ويشكل استعادة معزز صاروخ "ستارشيب" بعد الإطلاق، علامة فارقة لشركة "سبيس إكس"، حيث وعد ماسك منذ فترة طويلة بأن المركبة ستكون قابلة لإعادة الاستخدام بالكامل، تقول "بلومبرغ".
وتشتهر الشركة باستعادة صواريخ "فالكون 9" بعد إطلاقها، ولكن هذه المركبات الفضائية قابلة لإعادة الاستخدام جزئياً فقط، حيث ينتهي المطاف بجزء من المركبات بأن يصبح مدمراً أو غير قابل لإعادة الاستخدام بعد انتهاء المهمة.
وفي حالة "ستارشيب"، يتمثل الهدف النهائي لشركة "سبيس إكس" في استعادة الجزأين الرئيسيين للمركبة بالكامل: مركبة ستارشيب نفسها - والتي ستحمل الأقمار الصناعية والركاب، والمعزز الضخم للمركبة، والذي يسمى "سوبر هيفي"، والذي يدفع "ستارشيب" إلى الفضاء.
من خلال استعادة كل من هاتين القطعتين بعد الرحلة، تأمل "سبيس إكس" في إعادة استخدام وإعادة إطلاق الأجهزة بسرعة بعد الإقلاع، مما يسمح برحلات متعددة لـ"ستارشيب" في يوم واحد.
وتتوقع الشركة أيضاً أن تؤدي إعادة الاستخدام المركبة بالكامل، إلى خفض تكلفة إطلاق "ستارشيب" بشكل كبير.
وعلى غرار "فالكون 9"، عاد معزز "سوبر هيفي" إلى الأرض، باستخدام زعانف ساعدته في توجيهه عبر الغلاف الجوي. قبل أن يعيد إشعال محركاته للمساعدة في إنزال نفسه إلى الأرض ببطء. ولكن على عكس "فالكون 9" - الذي يستعين بمجموعة من أرجل الهبوط للاستقرار على سطح صلب، تم تصميم "سوبر هيفي" ليتم التقاطه قبل أن يلمس الأرض مباشرة.
وبعد أن اقترب من منصة الإطلاق، برز "ذراعان" عملاقان متصلان ببرج الإطلاق إلى الخارج، وقاما بـ"التقاط" المركبة. وتعد هذه المرة الأولى التي تنفذ فيها "سبيس إكس" هذه العملية.
وفي رحلة "ستارشيب" الرابعة التي أجريت يونيو الماضي، حاولت الشركة "إنزال" سوبر هيفي إلى هدف محدد في خليج المكسيك.
وقال بيل جيرستنماير، نائب رئيس "سبيس إكس" للبناء وموثوقية الطيران، في اجتماع في 9 أكتوبر، أن "سوبر هيفي" اقترب من هدفه بدقة "نصف سنتيمتر" أثناء تلك العملية.
بصرف النظر عن التقاط المعزز، ستبدو رحلة Starship مشابهة إلى حد كبير لرحلتها في يونيو. ستحاول SpaceX إطلاق Starship وSuper Heavy المعزز معًا، مما يجعل Starship تصل إلى سرعات مدارية قريبة. من المفترض أن تدور المركبة الفضائية حول معظم الكرة الأرضية قبل أن تخترق الغلاف الجوي وتهبط في المحيط الهندي.
وخلال رحلة سابقة، نجحت المركبة الفضائية في معظم الهبوط إلى الأرض، لكنها بدأت في التفكك أثناء السقوط، واحترقت تماماً في النهاية قبل أن تتمكن تسقط في المحيط.
وقالت "سبيس إكس" بعد ذلك إنها أعادت تصميم الدرع الحراري على المركبة الفضائية بالكامل لهذه الرحلة لمساعدتها على تحمل الحرارة الشديدة التي تتعرض لها أثناء السقوط عبر الغلاف الجوي.
مع كل من رحلات اختبار المركبة الفضائية، أعادت "سبيس إكس" التأكيد أنها لا تعتبر بالضرورة خسارة مركباتها بمثابة فشل، مشيرة إلى أن الهدف بالنسبة إليها هو الاستمرار في التحسن مع كل رحلة اختبار لاحقة. وحتى الآن، تمكنت الشركة من تحقيق تقدم جديد مع كل رحلة إطلاق. (الشرق)