خالف الموفد الأميركي توم برّاك كلّ الأجواء السّابقة لزيارته إلى
بيروت، وضخ في أجواء البلد تفاؤلاً وإيجابيات، لكن مصادر بارزة قالت" إن اللغة الإيجابية التي تحدّث بها لا تعني بالضرورة فترة استقرار وعدم وجود مخاطر، فالهدف الأميركي لم يتغيّر وكذلك المطالب الأميركية، إنما ما فعله برّاك أنه قدّمه بشكل هادئ لا يُشبه الجو التصعيدي الداخلي".
اما الرّد
اللبناني على الورقة الأميركية فجاء تحت إطار "أفكار لبنانية لحل شامل" وسلّمها رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى الموفد الأميركي خلال الاجتماع معه امس.
ووفق المعلومات فان الرد اللبناني كان قد أُرسل إلى برّاك الذي طلب بعض التعديلات عليه في شأن بند السلاح، ما دفع اللجنة الرئاسية إلى العمل على تعديل بعض البنود خلال ساعاتٍ متأخرة من اجتماع ليلي جمع النائب
علي حسن خليل، موفداً من رئيس مجلس النواب
نبيه برّي، والنائب محمد رعد والحاج حسين خليل من شورى القرار في
حزب الله.
وتضيف المعلومات "أن جهة رسمية حاولت استمزاج رأي "الحزب" في مسألة الضمانات التي يريدها، فكان ردّ الحزب "أنه لا يريد ضمانات من أحد، والسلاح هو الضمانة".
وعلم أن
رئيس مجلس النواب نبيه بري سلم إلى براك ملاحظات "حزب الله" على الورقة الأميركية وقد أخذ على عاتقه هذا الأمر، في حين يواصل مساعيه مع "الحزب" لتجنيب
لبنان الحرب.
وفي المعلومات فقد تضمنت ورقة الرد بندًا يؤكد تمسك الدولة بحصرية السلاح وتطبيق خطاب قسم عون والبيان الوزاري، والعمل الجدي والسريع على جمع السلاح الفلسطيني واللبناني غير الشرعي بدءًا من الجنوب.
وفي بند آخر من ورقة الرد اللبناني تم التأكيد على الالتزام الكامل بالقرار 1701 والتمسك باتفاق الهدنة الأخير.
وذكر بند آخر ضرورة انسحاب
إسرائيل من النقاط المحتلة وتحرير الأسرى ووقف الاعتداءات وعدم عرقلة انتشار الدولة في جنوب الليطاني.
ومن المُفترض أن يعقد برّاك اجتماعات إضافية قبل ظهر اليوم، على أن يُجري مقابلة تلفزيونية قبل أن يغادر بعد الظهر.
وكان براك اكد بعد الاجتماع مع عون، بعد تسلّمه الردّ اللبناني أنه «ممتنّ وراضٍ»، ووصفه بأنه غني بالأفكار، وتضمّن 15 نقطة، لافتاً إلى امتنانه لـ«السرعة واللهجة المتّزنة ردّاً على اقتراحاتنا». وفي ما يتعلق بحزب الله، قال برّاك: «لا نملي على لبنان ما يجب عمله بخصوص حزب الله الذي يُعتبر حزباً سياسياً وله جناح عسكري، وعلى لبنان أن يتعامل مع الحزب وليس الولايات المتحدة».
ولفت إلى أنه «ليس على لبنان الالتزام بأي جدول زمني بشأن السلاح، وعلى بيروت الوصول إلى صيغة لما يريده ونحن كأميركيين نساعد». وتابع: «ندعم لبنان في قراراته والآلية التي كانت موجودة بين لبنان وإسرائيل لم تسر في المسار الصحيح. المسار يجب أن يبدأ من الداخل اللبناني وهناك يكمن التحدي، ونريد من لبنان أن يتعامل مع حزب الله وليس نحن».
وقال برّاك: «أنا متأكد من أن إسرائيل تريد السلام مع لبنان لكن كيفية تحقيق ذلك، يشكّل تحدياً، وإسرائيل لا تريد احتلال لبنان ولا تسعى إلى الحرب والقرار بيد اللبنانيين». وأشار إلى أن «لا علاقة لمباحثاتنا في لبنان بالمفاوضات بين أميركا وإيران»، مشيراً إلى أن الحوار بين
سوريا وإسرائيل «بدأ ويجب أن ينتقل ذلك إلى لبنان». وأكّد الموفد الأميركي «
التزام ترامب بالمساهمة في بناء السلم والازدهار في لبنان».