عدم قبول "حزب الله" بتسليم سلاحه عملاً بالورقة الأميركية وتأكيده عدم الالتزام بأي مواعيد مُسبقة لذلك وسط مطالبته بحوار داخليّ لبنان بشأن ترسانته بعد الخروج الإسرائيلي من لبنان، سينسحبُ على فصائل أخرى لن تبادر إلى تسليم سلاحها أقله في الوقت الراهن لاسيما داخل المخيمات الفلسطينية.
المسألة هذه باتت تُثار في أكثر من مجلسٍ يواكب قضية تسليم السلاح الفلسطيني والذي يظهر أنه لن يُبحث به الآن قبل البت نهائياً بمسألة سلاح "حزب الله"، وفق ما تكشف مصادر سياسية لـ"
لبنان24". وعليه، فإن ما يظهر بشكل واضح هو أنَّ أي منحى لتسليم السلاح سواء أكان فلسطينياً أو لبنانياً، سيواجه ثغرات وعقبات كثيرة، ما يعني أن الخطة التي سعى إلى لبنان الرسمي لـ"حصرية السلاح" ستُقابل بعدم قدرة على التطبيق.
فعلياً، فإن الحديث يدور اليوم عن تسليم "حزب الله" لسلاحه الثقيل والمتوسط والذي يمثل "تهديداً لإسرائيل". في المقابل، فإن بقاء سلاح تنظيمات وفصائل كانت على علاقة مع "حزب الله" داخل المخيمات الفلسطينية سيعني إستمراراً لملف مفتوح لا يؤدي إلى حصرية السلاح بيد
الدولة اللبنانية. هذا الأمر يعني بروز توترات، وبالتالي قد تؤدي "المكابرة" في عدم تسليم السلاح إلى تذرع تلك الفصائل بـ"حزب الله"، فيما الغطاء الذي تحظى به سيبقى مستمراً وبالتالي لا تسليم داخل المخيمات أقله في الوقت الراهن.
هذا الأمر تتحدّث عنه فصائل فلسطينية، وتقول إنَّ أي مُضي باتجاه حل ملف المخيمات يجب أن يبدأ بملف "حزب الله" قبل أي شيء آخر، لكن في المقابل، هناك وجهة نظر ثانية تتحدّث عن أن "حزب الله" قد يتخذ قراراً بالتعاون مع الدولة لتذليل العقبات تدريجيا ورفع الغطاء عن أي تنظيم تربطه به علاقة جيدة داخل المخيمات الفلسطينية وفي مقدّمتها حركة "
حماس" والجهاد الإسلامي وتنظيمات أخرى.
مع هذا، يبرز رأي آخر يفيد بأنَّ هناك مصلحة لدى "حزب الله" اليوم في عدم تسليم السلاح الفلسطيني أقله في المرحلة التي يبرز الحديث فيها عن تسليم سلاحه الثقيل واحتفاظه بسلاحه الخفيف لـ"دواعٍ دفاعية". وفق مصادر معنية بالشأن العسكري، فإن ورقة السلاح الفلسطيني بالنسبة لـ"حزب الله" هي أكثر أهمية الآن من ذي قبل لاسيما أن أي هجومٍ إسرائيلي أو استهداف سيحصل لـ"الحزب"، استناداً للهواجس التي يتحدّث عنها ويصرح بها، سيحتاج إلى قوة عسكرية مُساندة، وذلك مثلما حصل خلال الحرب
الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والتي شاركت ضمنها فصائل فلسطينية إلى جانب "حزب الله" ولكن ضمن عمليات متفرقة.
أمام كل ذلك، فإنّ سيناريو الاستعانة بالسلاح الفلسطيني لا ينفي بتاتاً وقائع سابقة لعبت فيه تلك الترسانة دوراً في مساندة فصائل لبنانية خلال الحرب الأهلية
اللبنانية. آنذاك، كان سلاح
الفلسطينيين عاملاً محورياً في ذاك الصراع، واليوم يحتاج "حزب الله" إلى ورقة قوة داخلية إلى جانبه انطلاقاً من جهات تتبنى فكرة
المقاومة "الدفاعية" التي يربط وجود سلاحه بها، أقله السلاح من النوع الخفيف أو المتوسط.
استناداً إلى كل ذلك، يبرز منحى سيفرض نفسهُ على الساحة الداخلية وسط تعدد سيناريوهات كثيرة مرتبطة بمصير سلاح الفلسطينيين و"حزب الله". ورغم ضبابية هذا الأمر، فإن الثابت الوحيد حتى الآن هو عدم تمكّن الدولة من تطبيق سياستها المرتبطة بـ"حصرية السلاح" ما قد ينذر باهتزازات داخلية.