أشارت بلدية
القليعة في بيان، إلى أن "مكب كفرتبنيت من قصة يعود عمرها إلى ما قبل الحرب، بقي شاهدا على الإهمال البيئي"، وقال: "ما زلنا حتى اليوم ندفع ثمن آثاره السامة".
أضاف: "اليوم، ولليوم الثالث على التوالي، تتصاعد سحب الدخان من المكب المشتعل وتغطي سماء القليعة، ناشرة روائح كريهة وغازات سامة مضرة بالصحة ومخلة بالبيئة، ما فاقم معاناة سكان البلدة والقرى المجاورة".
وأشار إلى أن "الحريق يتجدد مرارا، يشتعل وينطفئ، في دورة لا تنتهي من التلوث والخطر الصحي"، متسائلا: "هل غابت الحلول العلمية؟ وهل أصبح الحريق الكارثي هو الواقع المفروض؟".
وقال: "إن أعواما مرت بلا معالجة جذرية، وصور المكب تمر أمام أعيننا ككابوس بيئي، ولا يزال غياب الخطط المستدامة واضحا، كأن المعاناة مكتوبة علينا، من ويلات الحرب إلى دخان النفايات السامة!".
وأكد أن "الحل الوحيد المتاح حاليا هو إخماد الحريق
في أسرع وقت ممكن"، وقال: "نحن نعمل، بالتعاون مع الجهات المعنية على السيطرة عليه، مع الأمل الكبير في أن تنجح الجهود في إطفاء النيران بشكل نهائي بحلول يوم
الغد".
وسأل: "ألا يكفي أن الحرب حاولت اقتلاع جذورنا من أرضنا وتهجيرنا، فصمدنا وبقينا؟! وها نحن اليوم نصارع من أجل أنفاسنا الأخيرة، بعدما باتت السموم في هوائنا تهدد حياتنا وصحتنا".
وقال: "من المعيب أن نعمل، كأبناء وطن واحد، على تضييق الخناق على بعضنا البعض تحت حجج واهية ووهمية، بدلا من أن نتكاتف في وجه الكارثة، في ظل غياب الدولة وتقاعس
الجهات الرسمية المعنية عن واجبها. صحتنا ليست ملكا لأحد، فهي خط أحمر، وعلى الجميع تحمل تبعات ردات الفعل المقبلة إذا ما استمر الإهمال والاستهتار".
وناشد "جميع المعنيين التحرك العاجل نحو حلول علمية وجذرية، تضع حدا لهذه الكارثة البيئية المتكررة".