يترقّب
لبنان زيارة
مورغان أورتاغوس إلى
بيروت، لاستكمال البحث في انسحاب العدوّ الإسرائيليّ من الأراضي الجنوبيّة وتطبيق القرار 1701، إضافة إلى التطرّق للإصلاحات والإتّفاق مع صندوق النقد الدوليّ وإعمار ما دمّرته الحرب. ولعلّ أبرز ما ستُركّز عليه الموفدة الأميركيّة وإدارة
الرئيس دونالد ترامب في الوقت الحاليّ، هو نزع سلاح "
حزب الله"، بهدف بسط الدولة وحدها لسيادتها على كامل الحدود، واستعادتها لقرار الحرب والسلم.
واستبق رئيس الحكومة نواف سلام مجيء أورتاغوس إلى لبنان، بإطلاقه سلسلة تصاريح تتعلّق ببند السلاح وبعودة البلاد إلى الحضن العربيّ وابتعادها عن
إيران، ما أغضب "حزب الله" الذي لا يزال يُشدّد وبعض المقربين منه أنّه لا يُمكن التخلّي عن "القوّة" المتمثلة في سلاحه، والتنازل أمام الأطماع الإسرائيليّة والأميركيّة في المنطقة.
وبحسب مصادر ديبلوماسيّة، تنتظر الموفدة الأميركيّة خلال زيارتها إلى بيروت التي أصبحت قريبة، موقفاً موحّداً وعمليّاً أو خطّة واضحة لنزع سلاح "حزب الله"، إذ تعتبر إدارة
ترامب أنّ مفتاح الإستقرار في لبنان والمنطقة يبدأ بحلّ الفصائل المسلّحة المُواليّة لإيران، لتهيئة الأرضيّة للتطبيع مع
إسرائيل وإجراء مُعاهدات سلام بينها، وبين الدول العربيّة التي عانت بسبب النزاعات والصراعات والحروب معها.
وتُضيف المصادر لـ"
لبنان 24" أنّ "أورتاغوس تنتظر جواباً رسميّاً لبنانيّاً من قبل رؤساء الجمهوريّة ومجلس النواب والحكومة، إضافة إلى "حزب الله" حول موضوع السلاح غير الشرعيّ". وتُشير إلى أنّ "لبنان أقدم على خطوة جيّدة داخل المخيّمات الفلسطينيّة، عبر البدء بتنظيم العتاد العسكريّ وصولاً إلى نزعه، لأنّ التحقيقات الأخيرة بشأن إطلاق الصواريخ من
جنوب لبنان باتّجاه الأراضي المحتلّة، أثبتت تورّط حركة "
حماس"، بينما قامت إسرائيل بردّ غير مسبوق منذ 27 تشرين الثاني 2024، وعرّضت إتّفاق الهدنة للخطر، بسبب السلاح الخارج عن سلطة الدولة".
وتلفت المصادر الديبلوماسيّة أيضاً، إلى أنّ "المطلب الأميركيّ حول السلاح يشمل كلّ لبنان، ولا يتعلّق فقط بـ"حزب الله"، لذا، ترى الإدارة الأميركيّة أنّ ما تفعله الحكومة ورئيس الجمهوريّة في المخيّمات الفلسطينيّة هو خطوة مهمّة وممتازة نحو تحرير البلاد من التبعيّة لإيران ولفصائلها في
الشرق الأوسط".
في المقابل، تُشدّد المصادر على أنّ "العبرة تكمن في التوصّل إلى حلّ لإنهاء وجود "حزب الله" العسكريّ"، وقد أعلن الرئيس سلام في حديثٍ لـ"
وول ستريت جورنال" أنّ "الجيش تسلّم 80 بالمئة من أسلحة "الحزب" في الجنوب"، وبعث برسالة لأورتاغوس ولإدارة ترامب، مفادها أنّ الدولة لا تزال تعمل بجهدٍ على بسط سيطرتها على الحدود الجنوبيّة وتطبيق القرار 1701 لمنع تجدّد الأعمال القتاليّة مع إسرائيل، بالتوازي مع تولّي الرئيس
جوزاف عون مسؤوليّة الحوار مع حارة حريك، للتفاهم معها حول موضوع تسليم السلاح.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الإدارة الأميركيّة تُشيد بعمل الجيش في الجنوب، من حيث نزع سلاح "حزب الله" والإنتشار في المناطق الحدوديّة، وقد نوّهت أورتاغوس بآداء الدولة اللبنانيّة في تصريحٍ لها، عندما قالت إنّها "أنجزت في 6 أشهر ما لم يتمّ القيام به منذ 15 عاماً"، لكن أوساط سياسيّة تعتبر أنّ "المسار طويل لتسليم "الحزب" لسلاحه، وهناك ترقّب لما سيحدث في المُفاوضات النوويّة بين إيران وأميركا، لأنّ هذا الأمر سيُؤثّر حكماً على مستقبل الفصائل المُواليّة لطهران، وسيرسم مشهداً جديداً في الشرق الأوسط".