Advertisement

لبنان

منتجات ممنوعة تُروَّج في النوادي الرياضية... هوس الجسم المثالي يُدمّر شباب لبنان!

إليانا ساسين - Eliana Sassine

|
Lebanon 24
01-06-2025 | 09:31
A-
A+
Doc-P-1368891-638843669717106930.jpg
Doc-P-1368891-638843669717106930.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

الرياضة ليست مجرّد وسيلة لتحريك الجسم، بل هي أسلوب حياة متكامل ينعكس إيجابًا على الصحة الجسدية والنفسية. فهي تقوّي العضلات، تنشّط الدورة الدموية، وتُحفّز طاقة إيجابية تساهم في تعزيز الصفاء الذهني والتوازن الداخلي. من هنا، تُعتبر الرياضة المفتاح الأساسي نحو عافية مستدامة وصحة شاملة.

لكن، وكما في مجالات كثيرة في لبنان، لم تسلم الرياضة من التلاعب والفوضى. فخلف أجسام ضخمة تظهر خلال أسابيع قليلة، تكمن حقيقة خطيرة تتمثل في استخدام المنشّطات. هذه المواد باتت تُروَّج بين الشباب من قبل تجّار يفتقرون لأدنى درجات المسؤولية، ويستهدفون فئة عمرية حساسة تتراوح بين 15 و30 عامًا، مستغلين رغبتهم في بناء أجسام مثالية بسرعة.

يروي أحد الشبان الذين يرتادون النوادي الرياضية، لـ"لبنان 24"، أن أحد هؤلاء المروّجين، وهو مشترك دائم في نادٍ رياضي معروف، يستغل وجوده داخل النادي للتقرّب من المشتركين الجدد، لا سيما أولئك الذين يسعون إلى تضخيم عضلاتهم بشكل سريع. يبدأ بإقناعهم بأن بنيته الجسدية المثالية تعود لاستخدام منشّطات فعّالة، ثم يعرض عليهم مجموعة من المنتجات بأسعار مغرية، مدّعيًا أنها أصلية ومستوردة.

من بين الأسماء التجارية التي يتم الترويج لها بشكل متكرر: سانكوم (Sankom)، جينوفا (Genova)، آيرون فارما (Iron Pharma)، وبيبيوس (Bebious)، وتُباع هذه المنتجات إما على شكل حبوب أو إبر تُحقن مباشرة في الجسم، وكل ذلك يتم من دون أي رقابة رسمية أو طبية.

تحذيرات رسمية وإجراءات لمكافحة الظاهرة

أمام هذا الواقع، دعا نقيب الصيادلة في لبنان، جو سلّوم، عبر بيان رسمي، الجهات الأمنية والقضائية والوزارات المختصة إلى التحرّك السريع لمواجهة ظاهرة بيع المنشّطات غير القانونية.

وفي حديث لـ "لبنان 24"، أوضح أن هذه المواد تُباع في الأسواق دون تسجيل رسمي، مما يجعلها غير قانونية وتشكل تهديداً مباشراً للصحة العامة.

وأكد سلّوم أنه باشر بإجراءات داخل النقابة، فعمّم على الصيدليات منع بيع هذه المواد، وأجرى اتصالات مع جهات رسمية، أبرزها رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب، تحضيراً لجلسة خاصة ستُعقد قريباً لمناقشة هذا الملف. كذلك، أشار إلى أنه تم رفع طلب رسمي إلى وزارة الصحة لاتخاذ خطوات حازمة لمنع الترويج لهذه المواد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وشدّد على أن هذه المنشطات تُسبب الإدمان لدى الشباب، وتؤدي إلى ارتفاع معدلات السلوك العنيف، ما يستدعي توعية شاملة ومستمرة لحماية المجتمع من آثارها الكارثية.

 

أنواع المنشّطات غير القانونية ومخاطرها

في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى وجود عدد كبير من أنواع المنشطات التي تُستخدم بشكل غير قانوني في الرياضة، أبرزها "التستوستيرون"، وهو هرمون ذكري يُنتجه الجسم طبيعياً، لكن استخدامه الخارجي لتعزيز الكتلة العضلية يُحدث اختلالات هرمونية ومشاكل نفسية وصحية خطيرة، منها أمراض القلب.

يُضاف إلى ذلك "ديكا دورابولين"، المعروف علمياً باسم "ناندرولون ديكانوات"، والذي يُستخدم لزيادة نمو العضلات وتحسين التحمل البدني، لكنه قد يتسبب باحتباس السوائل، اضطرابات في ضغط الدم، وخلل في إنتاج الهرمونات.

"بولدينون" هو أيضاً من المنشطات المتداولة، وغالباً ما يُستخدم لتعزيز الأداء وزيادة الكتلة العضلية، إلا أن مخاطره تشمل انخفاض التستوستيرون الطبيعي، مشاكل في الخصوبة، وأمراض في القلب.

أما "ترينبولون"، فيُعد من أقوى المنشطات وأكثرها خطورة، كونه يعزز الكتلة العضلية بسرعة هائلة، لكنه يخلّف أضراراً جسيمة على الكبد والكلى والجهاز العصبي، إلى جانب تأثيرات نفسية كالتوتر والتقلبات المزاجية.

 

 طريقة التخلص من المنشطات من الجسم

في هذا الإطار، عبّر المدرب الرياضي إيليو صوما لـ "لبنان 24" عن رفضه التام لاستخدام هذه المواد، مؤكداً أن ضررها لا يقتصر على الشباب، بل طال أيضاً بعض الفتيات اللواتي لجأن إليها، ما تسبب لعدد منهن بمضاعفات خطيرة استدعت استئصال الرحم في بعض الحالات.

وأوضح صوما أن الأجسام ذات التحديد العالي والتفاصيل الدقيقة التي نشاهدها على مواقع التواصل أو في بعض النوادي لا يمكن تحقيقها طبيعياً، بل هي نتيجة مباشرة لاستخدام المنشطات. وشدّد على أن السبيل الآمن لبناء جسم سليم وقوي هو الالتزام بالتمارين المنتظمة، التغذية السليمة، واستخدام مكملات غذائية طبيعية وآمنة.

من بين هذه المكملات، أشار إلى فيتامين د الذي يدعم المناعة والعظام، فيتامين سي الذي يُسهم في التعافي، أوميغا 3 المفيد لصحة القلب والمفاصل، الكرياتين الذي يعزز الطاقة، والبروتين المسؤول عن ترميم الألياف العضلية وبنائها.

أما عن إمكانية تنظيف الجسم بعد التوقف عن استخدام المنشطات، فأوضح صوما أن هناك ما يُعرف بدورات التنظيف، التي تأتي بعد انتهاء دورة المنشطات التي تدوم عادةً ثلاثة أشهر. بعد التوقف، يلجأ البعض إلى أدوية خاصة لمساعدة الجسم على استعادة توازنه.

لكن النتائج تختلف بين شخص وآخر. فبعض الأجسام تستعيد توازنها الهرموني تدريجياً، فيما يواجه آخرون مشاكل صحية تتطلب تدخلاً طبياً لتنظيم الهرمونات من جديد.

واختتم صوما بالتشديد على أن الطريق الآمن والطبيعي هو الأفضل على المدى الطويل.

 

Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement
08:41 | 2025-06-02 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

إليانا ساسين - Eliana Sassine