كتب الان سركيس في" نداء الوطن": يبقى السؤال الأساسي في
الشمال المسيحي، وتحديداً في
البترون، هل سيترشّح
النائب جبران باسيل مجدداً؟ وإذا لم يترشّح من سيكون خليفته من "
التيار"؟
يعمل
باسيل على إلهاء الرأي العام من خلال تسويقه أخباراً بعدم ترشحه، وهو ما لجأ إليه في الانتخابات الأخيرة. فحتى لو صرّح بعدم رغبته في الترشّح مجدداً، بإمكانه العودة عن قراره بحجة أن المعركة تحتاجه ومن دونه سيفقد "التيار" مقعد البترون.
كما يتضح أن كل الأخبار التي تتحدّث عن نقل ترشيحه من البترون إلى
بعبدا للفوز بأصوات "
حزب الله" غير صحيحة، خصوصاً أن العلاقة بين باسيل و"الحزب" لم تعد كما كانت في السابق حتى لو تحسّنت، كما أن "الحزب" لا يملك فائض أصوات
شيعية في هذا
القضاء، ويعمل كي لا يحصل خرق للمقعدين الشيعيين، علماً أن الأغلبية الساحقة من سكّان الضاحية الجنوبية ينحدرون من
البقاع والجنوب ولا يصوتون في بعبدا. كما أن نقل ترشيح باسيل إلى بعبدا سيؤثر على صورته كرئيس
تيار مسيحي ويشوهه، وسيكون أقل وطأةً لو يتم نقل ترشيحه إلى كسروان أو المتن نظراً للرمزية
المسيحية الموجودة فيهما.
تبقى الاحتمالات مفتوحة على مصاريعها، إذ تؤكّد المعلومات أن باسيل لا يزال مرشحاً وفي البترون تحديداً، ولا صحّة لكل الأخبار التي تقول إنه سيعزف عن الترشّح لإفساح المجال أمام أحد العونيين لخوض غمار الاستحقاق النيابي.
وفيما تشير المعطيات إلى بقاء باسيل في السباق النيابي في البترون، ينطبق عليه المثل القائل "يريدون وراثتي وأنا حيّ"، وهذا ما ينطبق أيضاً على بعض العونيين الذين يتقاتلون للترشّح مكانه، وقد يعدهم بهذا المقعد، كي يحفزهم على العمل لصالح "
التيار الوطني" لأن بعضهم قدّ يخفف عمله وحماسته إذا رأى أنّ فرص الترشّح معدومة.
يحتاج باسيل للفوز بالنيابة مرّة ثالثة، وقدّ يتخذ القرار بالعزوف عن الترشّح بعد فوزه في المرة الرابعة واقتراب انتخابات
الدورة الخامسة، أي قبل انتخابات 2034 النيابية بأشهر، هذا إذا لم يحصل أي تمديد للمجلس النيابي وفاز في الانتخابات. والسبب
الوحيد الذي قد يدفع باسيل إلى العزوف عن الترشّح في انتخابات 2026 الإحصاءات التي تشير إلى انعدام فرص فوزه، عندها يرشّح أحد المقربين منه ليضحي به ويعمل على رفع الحاصل للفوز بأي مقعد في الدائرة.
الحقيقة الوحيدة حسب معلومات الحلقة الضيقة المقرّبة من باسيل أن رئيس التيار مرشّح ويحبّ التحدّي ولا يهرب من المواجهة، وكل التحليلات عن عزوفه هي للاستهلاك المحلّي والإعلامي، لذلك لا يوجد أي مجال للتراجع خصوصاً إذا نجح في نسج حلف مع تيار "المرده" عندها ترسّم كل خطوط المواجهة.