Advertisement

لبنان

"حزب الله" يحسم موقفه: لا استقرار بالضغط على المقاومة!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
13-05-2025 | 08:00
A-
A+
Doc-P-1359664-638827277180068764.jpg
Doc-P-1359664-638827277180068764.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لم تحمل الكلمة الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، ما يمكن اعتباره "جديدًا نوعيًا"، بل ثمّة من اعتبر سقفها "أدنى" من ذلك الذي رسمته الكلمة التي خرج بها بعد انتشار خطاب "نزع السلاح"، ولو كرّر فيها ما أضحت بمثابة "ثوابت" في خطاب الحزب في مرحلة ما بعد الحرب، من رمي كرة التصدّي للاعتداءات الإسرائيلية في ملعب الدولة اللبنانية، إلى التأكيد على أنّ المقاومة ما زالت قوية، وأنّها لن تستسلم مهما كبرت التحدّيات.
Advertisement
 
ومع أنّ الكلمة جاءت بعد أيام على التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق في منطقة النبطية، والذي وصفه الشيخ قاسم بأنّه "عدوان صاخب، ولعب بالنار"، فإنّ الواضح أنّه لم يؤدّ إلى أيّ تغيير في المعادلات، إذ اكتفى الحزب على لسان أمينه العام بوضعه برسم الدولة اللبنانية لتضغط وتتحرّك أكثر، وبرسم رعاة اتفاق وقف إطلاق النار، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا، من أجل تحمّل مسؤولياتهم، مع تأكيده على ثقافة "عدم الخضوع"، إن صحّ التعبير.
 
ومع أنّ كلمة الشيخ قاسم خلت من أيّ إشارة إلى ملفّ نزع السلاح، الذي أعطاه حيّزه في كلمة سابقة، فإنّها لم تخلُ من الرسائل السياسية، التي وجّهها إلى "الإسرائيلي ومن وراء الإسرائيلي"، وإلى من وصفهم بـ"خدّام إسرائيل في الداخل"، ولكن أيضًا إلى "جمهور المقاومة"، تحت عنوان انّ الضغط على المقاومة لن يحقّق الاستقرار، وكذلك محاولة عزل أيّ مكوّن، أو الاستفراد به، في إشارة إلى "حزب الله"، فكيف يتلقّف الداخل بكلّ مكوّناته هذه الرسائل؟
 
"لن نستسلم"
 
في المبدأ، يمكن القول إنّ الرسالة الجوهرية في خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" جاءت "منسجمة ومتناغمة" مع الرسائل التي طبعت خطاب الحزب منذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أنهى الحرب "نظريًا"، ولو من طرف واحد، وعنوانها أنّ "حزب الله" الذي لم يخرق الاتفاق إلا مرّة واحدة بقيت "يتيمة"، متمسّك بسياسة "الصبر الاستراتيجي"، في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وينتظر من الدولة اللبنانية أن تتصدّى لها، حتى إشعار آخر.
 
لم يقرن الشيخ قاسم هذه الرسالة بأيّ رسائل أخرى، من نوع أنّ "للصبر حدودًا" كما قال في خطابات سابقة، ألمح فيها إلى إمكانية اللجوء إلى "خيارات أخرى" في أي وقت، بل شدّد على أنّ الكرة في ملعب الدولة اللبنانية، التي يقع على عاتقها مسؤولية التحرك بزخم أكبر، من أجل الضغط على الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، وعلى رأسها فرنسا وأميركا، لإلزام إسرائيل بتنفيذ مندرجاته، بعيدًا عن أيّ شروط أو محاذير.
 
لكنّ الأمين العام لـ"حزب الله" حرص على التأكيد على رسالة أخرى، تُعَدّ من "الثوابت"، وهي أنّ المقاومة باقية، وأنّها لن تخضع ولن تستسلم، بل ألمح إلى رهان على عامل "الوقت" في مكان ما، من منطلق أنّ الأمور ستنتهي عاجلاً أم آجلاً، فالوضع لن يبقى على ما هو عليه إلى ما لا نهاية، والمناورات الإسرائيلية لا بدّ أن تتوقف، وفي حال لم تتوقف في "عهد" نتنياهو، فإنّ الأخير لن يبقى ثابتًا في موقعه، وسيتغيّر في نهاية المطاف.
 
رسائل في السياسة..
 
بموازاة هذه الرسائل "الثابتة" على المستوى العسكري، وربما على مستوى "روحيّة" المقاومة، انطوت كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" على عدد من الرسائل السياسية، التي جاءت لتكمّل "رسائل" كلماته السابقة، ولا سيما لجهة التأكيد على رفض منطق "الاستقواء" الذي يعتمده البعض في مواجهة "حزب الله"، إذ حرص على التأكيد بأنّ لبنان لا يمكن أن يكون مستقرًا بعزل مكوّن، أو الاستفراد به، أو الضغط لتحصيل مكاسب لم تنجح إسرائيل في تحصيلها بالحرب.
 
وفي هذا السياق، حرص الشيخ قاسم على وضع الحزب في إطار ما يُعرَف بـ"العهد الجديد"، فهو أكّد مرة أخرى أنّه جزء لا يتجزأ من العهد والحكومة، وأنّه ملتزم بسياساتها، خصوصًا ما يتعلق منها بالانفتاح على الدول العربية الصديقة، كما شدّد على "متانة" العلاقة مع رئيس الجمهورية، خلافًا لكلّ ما يُشاع، وإن لم يتطرق إلى ما يردّده الرئيس جوزاف عون باستمرار حول أنّ قرار "احتكار السلاح بيد الدولة" قد اتُخِذ، ولم يبقَ إلا الشق التنفيذي منه.
 
وفي وقت فُهِم من كلام الشيخ قاسم التأكيد على قوة "حزب الله" وصموده، ودعوة الخصوم إلى عدم الرهان على إسرائيل من أجل إضعافه، لأنّ ذلك يؤدّي إلى العكس، رسم "معادلات" المرحلة المقبلة من خلال ما سمّاها "أولويات ثلاثة يجب السير بها"، أولها وقف العدوان الإسرائيلي والانتهاكات المتكررة والإفراج عن الأسرى، وثانيها بدء ورشة إعادة الإعمار، وعدم تأخير النقاش بهذا الموضوع، وثالثها بناء الدولة اقتصاديًا واجتماعيًا، وإعادة أموال المودعين.
 
قد تكون كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" استكمالاً لما بدأه في كلماته السابقة، فهو أراد منها رفع معنويات جمهور المقاومة، والتأكيد على استمرار روحيّة عدم الخضوع والاستسلام، مع إبقاء الكرة في ملعب الدولة من دون أيّ تغيير. ولكنّها تحمل بين طيّاتها رسائل أخرى إلى الخصوم بالدرجة الأولى، مفادها أنّ "الضغط" على الحزب لن يؤتي أكله، وأنّ توتير الوضع يضرّ ولا ينفع، مع محاولة فرض "أولويات" للنقاش، على رأسها إعادة الإعمار، وهنا بيت القصيد!
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa