بانتظار زيارة الموفدة الأميركية إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الى لبنان، تشير المعطيات بأن واشنطن تتابع عن كثب تطورات الجنوب اللبناني، في وقت تتواصل الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف اطلاق النار. وتشير أوساط مراقبة إلى أن الإعلان عن هذه الزيارة يعكس قلقا أميركيا من تدهور الوضع الأمني في لبنان وتحمل ضغوطا على الحكومة اللبنانية لتأكيد ضرورة ضبط الوضع من خلال ايجاد حل لمسألة سلاح الحزب.
وأكدت مصادر سياسية أن العهد يدرك جيدا فحوى التحرك الأميركي، لكنه يشدد على أن أي بحث في ملف السلاح يجب أن يتم وفق معادلات وطنية فالرئيس جوزاف عون لا يزال يراهن على اعتماد نهج الحوار كوسيلة لمعالجة مسألة السلاح، رافضاً تحديد أطر زمنية ملزمة بهذا الخصوص، حرصاً منه على صون الاستقرار الداخلي.
وتفيد المعلومات بأن العدو الإسرائيلي يواصل تكثيف أنشطته الأمنية في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، حيث تقوم عشرات طائرات الاستطلاع بعمليات مراقبة مكثفة في هذه المناطق. وقد استعان بأحدث التقنيات المتطورة إلى جانب متابعة تحركات الجيش والقوات الدولية. وتتم هذه الإجراءات في ظل غياب تام للجنة الدولية المسؤولة عن مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
ويسافر رئيس الجمهورية جوزاف عون غداً إلى الكويت في زيارة رسمية بعد الاطلاع على انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية، حيث أنجزت كل التحضيرات لإنجاح هذا الاستحقاق كي يمر بسلاسة.
الى ذلك تنطلق غدا الجولة الثانية من هذه الانتخابات في محافظتي الشمال وعكار، وأعلنت وزارة الداخلية أن عدد المرشحين في محافظة عكار بلغ أكثر من 3500 مرشح، فيما فازت 44 بلديةً و48 لائحة مخاتير بالتزكية، في حين أن الاستعدادات في مدينة طرابلس استقرات على ست لوائح وهي رؤية طرابلس، نسيج طرابلس، حراس المدينة، للفيحاء، سوا لإنقاذ طرابلس، وطرابلس عاصمة.
وأشار وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار إلى أنه "أردنا من الانتخابات البلدية أن تشكل الرسالة الأولى من العهد الجديد إلى المجتمع الدولي عن الجدية في اتمامها فكانت أولى محطاتها ناجحة بكل المقاييس"، لافتاً إلى أنه "من المنطقي أن تكون انتخابات بيروت أمّ المعارك فهي عاصمة الوطن"، ومؤكداً "بذل الجهود الممكنة على أكثر من صعيد لإتمامها بما يضمن حقوق جميع البيروتيين".
وامس استقبل الرئيس نجيب ميقاتي مجموعة من مخاتير وفاعليات طرابلس والميناء إضافة إلى عدد من المرشحين لعضوية المجلس البلدي في داراته في طرابلس،وتم بحث الأوضاع العامة في المدينة، والتأكيد على أهمية التعاونبين مختلف مكونات المجتمع الطرابلسي للنهوض بالواقع البلدي وتعزيز الخدمات والتنمية المحلية.
وشدد الرئيس ميقاتي انه على مسافة واحدة من جميع المرشحين وسيدعم اي عمل يصب في مصلحة طرابلس وأهلها، لأن المدينة تستحق إدارة رشيدة وخطة نهوض شاملة.
وفي تطور مستجد على خط العلاقة الفرنسية مع حزب الله، اشار الرئيس ‏‏الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال المؤتمر المشترك مع الرئيس السوري احمد الشرع أن "فرنسا تلعب دورًا أساسيًا ‏في ‏التعاون، وهذا التعاون سيؤدي إلى تصعيد المواجهة ضد حزب الله، وسنستمر في ضمان الاستقرار ‏في سوريا ‏ولبنان. 
وتعليقا على ذلك، قال مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله عمار الموسوي:‏ "مرة أخرى يُطالعنا الرئيس ماكرون بمواقف عدائية وصادمة من دون أي مبرّر وغير ‏‏مفهومة في أبعادها ومراميها، الأمر الذي يثير الكثير من الهواجس وعلامات الاستفهام.‏ فمن هي الجهات الداخلة في إطار هذا التعاون؟ وما هي المهام التي يتطلع ماكرون إلى القيام بها؟ وهل هو ‏جاد في حديثه عن الحرص على ضمان الاستقرار في سوريا ‏ولبنان؟ أم أن موقفه جاء في سياق توجيه ‏رسائل التودّد والاسترضاء لبعض الدول الإقليمية؟