Advertisement

لبنان

ترامب يتحدّى نتنياهو...وماكرون يستغلّ الفرصة

Lebanon 24
09-05-2025 | 23:22
A-
A+
Doc-P-1358232-638824551963850911.jpg
Doc-P-1358232-638824551963850911.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": حتى الآن، يثير ترامب هواجس نتنياهو وغضبه. ومنذ لقائهما المثير في البيت الأبيض، يزداد الجفاء السياسي بينهما.
Advertisement
يريد نتنياهو من ترامب أن يكون حاداً وحاسماً في مواجهة إيران، فلا يفاوضها على تسويات تسمح باستمرار نمو برنامجها النووي ونفوذها الإقليمي. لكن الرئيس الأميركي يعمل لانتزاع المكاسب من إيران، لكنه لا يسعى بالضرورة إلى سحقها. وهذه النظرة تقلق نتنياهو ورفاقه في الحكومة. في الملف الفلسطيني أيضاً، أطلق ترامب وعداً مغرياً في السابق، هو شراء غزة بكاملها وتحويلها منتجعاً سياحياً، وإدخالها في تسوية سياسية سلمية كبرى. كما وعد بضمّ غالبية الضفة الغربية رسمياً إلى إسرائيل. وظن نتنياهو أنّ الفرصة سانحة لتحقيق ترانسفير فلسطيني من غزة والضفة إلى مصر والأردن ودول أخرى، تحقيقاً للحلم الإسرائيلي القديم بدولة يهودية. لكن ترامب الذي سبق أن سلّف الإسرائيليين اعترافاً بالقدس عاصمة لهم وبضمّ الجولان، تبدو أولويته في مكان آخر حالياً.
والتباين الثالث بين ترامب ونتنياهو هو النظرة إلى مستقبل الكيانات في الشرق الأوسط. فالإسرائيليون يتورطون اليوم في مشاريع تقسيمية تبدأ في سوريا وبديهي أن تتمدّد إلى دولأخرى. وهم لذلك يستثمرون علاقاتهم بالدروز والأكراد وربما العلويين. ولكن، بدا حتى الآن أنّ واشنطن لا تشاركهم هذه الرؤية التقسيمية، بل تريد ترميم الكيانات ضمن حدودها الحالية، مع تحسينات في الأنظمة تقضي باعتماد الفيدراليات أو أي صيغ لامركزية أخرى تحترم التنوع.
في الواقع، لم يكن الفرنسيون يجدون مكاناً لهم عندما كان ترامب ونتنياهو في شهر العسل. ونامت وساطاتهم الإقليمية، بما فيها المساعي التي يبذلونها في لبنان، طفلهم المدلل في الشرق الأوسط. لكن واشنطن فتحت لهم الباب اليوم لوساطة جديدة تخدم مصالحها. غضّ ماكرون النظر عن ماضي أحمد الشرع، واستقبلهكرئيس لسوريا، بعدما كان ترامب قد مهّد له طريق الحضانة العربية. ومن خلالها فتح له خطاً للاتصال مع إسرائيل، لعلّه يبرم معها اتفاقاً يرضيها، تحت عباءة واشنطن، على قاعدة الحفاظ على استقرار سوريا، بعد إدخالها في مشاريع الانفتاح والديموقراطية، وفق المفهوم الأميركي للشرق الأوسط الجديد. وهذا المفهوم يتقاطع مع سعي الفرنسيين إلى تثبيت سوريا ولبنان، ككيانين مستقلين، ومعهما سائر كيانات الشرق الأوسط التي رسموها ذات يوم قبل 100 عام. وهذا الدور يتولاه اليوم ماكرون، بالتنسيق مع واشنطن. ولذلك، وضع أرشيف الخرائط الفرنسية القديمة في تصرف لبنان وسوريا لإنهاء الأزمة الحدودية. وبالتأكيد، في مزارع شبعا ستكون للترسيم تداعيات مهمّة على البلدين وعلى "حزب الله" وسلاحه وإسرائيل.
وفي الخلاصة، واضحٌ أنّ الشرق الأوسط يستعد للدخول في عملية تجديد لا مفرّ منها. وربما تحاول واشنطن وباريس تسويق مشروع التجديد في ظل كياناته الحالية، بعد جذبها كلها إلى الفلك الأميركي والغربي، لكن نتنياهو ورفاقه في حكومة اليمين واليمين المتطرّف يصرّون على مشروع الدويلات أو شبه الدويلات الصغيرة القلقة على مصيرها، والتي تحمي دولة واحدة إقليمية عظمى، هي إسرائيل.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك