Advertisement

لبنان

"الهدنة" اللبنانية... لئلّا تصيبها اللعنة!

Lebanon 24
08-05-2025 | 22:32
A-
A+
Doc-P-1357771-638823655739461617.png
Doc-P-1357771-638823655739461617.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب نبيل بو منصف في" النهار":لا تتطابق وقائع الزلزال الذي ضرب غزة ولبنان ومن ثم سوريا بلوغاً إلى اليمن وإيران نفسها منذ "طوفان الأقصى" حتى الساعة، مع حقبات تاريخيّة كانت فيها المنطقة لا تزال تحت وطأة الحرب الباردة أو تحت تداعيات نهاية عصر القطبين بعد زوال الاتحاد السوفياتي.
Advertisement
 
ومع ذلك تحضر مع التطورات المذهلة المتسارعة في المئة يوم الأولى من الولاية الثانية لدونالد ترامب صورة زلزال إقليمي ضخم، ترتسم معالمه في مفاجآت متعاقبة بين اندفاعات إسرائيل الحربية في كل من غزة وسوريا واليمن وتوثبها لضرب إيران على وقع تسارع الهرولة نحو اتفاق تاريخي بين أميركا وإيران، ومن ثم تصاعد حار للغاية في التوقعات المتصلة باتفاقات جديدة بين إسرائيل ودول عربية وخليجية، أذكاها اعتراف الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع بقيام قناة تفاوضية غير مباشرة بين "حكمه" وتل أبيب.
 
 
كل ذلك المدّ المذهل للأحداث والتحولات، يضع لبنان في قلب مسرح إقليمي يضجّ باحتمالات انقلابية صارخة على كل ما عرفته منطقة الشرق الأوسط من تقلبات منذ قرن تماماً. حدث ويحدث ذلك فيما لبنان بالكاد يتلمس مسالك "صون" استقراره، ولنقل بدقة موضوعية، مشروع استقراره الهش الناشئ والواعد، بما يضاعف الخشية من أي اهتزازات وافدة عليه، والتحسب لها بأكثر من التهليل والتضخيم الإعلامي والكلامي أمام أي تطور يشهده الداخل اللبناني الآن.
 
تجتاز التجربة اللبنانية مجموعة استحقاقات دفعة واحدة، يفترض أنها استحقاقات واعدة في إعادة تمتين نسيج الدولة والسلطة الشرعية وبداية إعادة الاعتبار إلى قضايا الناس والإنسان في لبنان بعد طول امتهان. وهي استحقاقات لا تقف عند أكثرها تعقيداً وخطورة كملفّ نزع سلاح "حزب الله" الذي يتصدّر واجهة المشهد السياسي والإعلامي وسط ضرب الأخماس بالأسداس، بل إن الأولويات الأخرى التي تترصد السلطة في كل المجالات لا تقلّ عنها خطورة، نظراً إلى الاهتراء الذي ضرب لبنان منذ أزمة الانهيار التاريخي فيه مقترنة بانفجار أسوأ واقع نزوح تعانيه دولة في العالم، مع تعاظم الثقل المخيف لنحو مليوني نازح سوري على أرضه.
 
يهلل اللبنانيون الآن، وتهليلهم مبرّر بطبيعة الحال، لأيّ تفصيل جديد في سياق امتحانات تخوضها دولتهم الناشئة حديثاً. ولكن تجارب لبنان كما مفاجآت المنطقة التي لا ترحم السذج، تلزمهم أن يكونوا الأشد حذراً وتواضعاً حيال الأحلام قبل ثبوت العكس.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك