اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور
حسن فضل الله، أن "القضية الوطنية المطروحة هي كيف يمكن أن نواجه الاعتداءات
الإسرائيلية، وكيف نبني عناصر القوة الوطنية
اللبنانية من أجل تحرير الأرض ووحدة البلد".
وأضاف: "بالنسبة لنا، هذه هي الأولوية، ولا أحد يستطيع أن يقرر لا عن
الدولة اللبنانية ولا عن الشعب اللبناني. إذا كان هناك من يرفع صوته عاليا، فليكن". وأشار إلى أن "الصوت العالي لا يمكن أن يؤثر لا على خياراتنا ولا على قراراتنا ولا على توجهاتنا على المستوى الوطني العام".
كلام
فضل الله جاء خلال الحفل التكريمي الذي أقامه "
حزب الله" في بلدة عربصاليم ل "الشهيد
السعيد الدكتور محمد جعفر مُنح
عبد الله"، بمشاركة شخصيات وفاعليات، علماء دين، عوائل
الشهداء، ووفد من مدينة
الخيام وحشد من الأهالي.
وقال: "قد يسأل سائل : تتحدثون عن الدولة وعن الحكومة، أين الدولة وأين موقفها وماذا تقدر أن تفعل؟ نحن نريد أن نميّز بين أمرين، الأمر الأول موضوع ما نطالب به،وهذا ليس جديدا ، لو عدت الى خطابات الامام السيد المغيب
موسى الصدر ولو عدنا الى السيد
شرف الدين عام 49 كان دائما هناك مطلب ان تكون هناك دولة".
وسأل: "لماذا نشأت
المقاومة ؟ لو نحنا عنا دولة كانت بتنشأ مقاومات. في جيش من مهمتهِ أن يحمي الحدود، أن تمنع طائرة تحلّق، أن يمنع زورق يخترق، وأن يمنع أيّ اعتداء، لكن الجيش قراره في يد سلطة سياسية على مدى حقب زمنية لم يكن لديه هذا القرار".
وأردف قائلاً : "نحن مطلبنا ان تكون هناك دولة فعلية حقيقية تستثمر في كل عناصر القوة الشعبية والرسمية لأننا في موقع جغرافي قدِّر لنا ان نكون بجوار هذا العدو خصوصا نحن أهل الجنوب، هذا خطر دائم! وخطر قبل ان يكون حزب الله موجودًا وقبل أن تكون
حركة أمل موجودة، وكل هذا الخطر وهذه الاعتداءات وهذه الاطماع موجودة في أرضنا. فإذًا، نحن نسعى لأن تكون لنا دولة حقيقية تتحمل المسؤوليات وتقوم بواجباتها تجاه شعبها، ولا نريد في أي لحظة من اللحظات ان نُعفِيها من المسؤولية، المسؤولية السياسية، المسؤولية الإقتصادية ، المسؤولية الأمنية، المسؤولية الإجتماعية، هي مسؤولة ويجب ان نحمّلها المسؤولية وأن نسعى دائماً لتكون حاضرة في كلّ قضايا الناس".
ولفت النائب فضل الله إلى أنّ الأمرُ الآخر هو أداء هذه الدولة سواء في هذه المرحلة أو في الحقبة الماضية. وقال: "نحن هذا الموضوع أحيانا نُصارح به بعض المسؤولين ونقول لهم ونقول لهم اليوم: إنّ صمتكم وسكوتكم وأدائكم المتعثّر وعدم المبالاة تجاه ما يجري على أرضِ الجنوب وهذه الاستهدافات المستمرة لأهلنا في الجنوب وهذا التغاضي عن ملف
إعادة الإعمار، هذا يودي إلى زيادة الشرخ بين الناس وبين الدولة".
وسأل: " كيف لأحدٍ منكم أن يُطالب بأن تكون الدولة هي المرجعية وبعدها حصريًا وهي التي تقوم بكلّ شيئ، ثم تغيب هذه الدولة ولا تقوم بمسؤولياتها! من سيثِق بهكذا دولة؟! من سيعتبر هكذا دولة هي جديرة بأن تقوم بالحماية وبالرعاية، لذلك هذا الأداء اليوم سواء من قبل بعض الوزراء في
هذه الحكومة او بالمجمل من
مؤسسات الدولة هذا الأداء الذي فيهِ عجزٌ وضعفٌ وعدم مبالاة وإهمال وحتى أحيانًا عدم تصريح وعدم إدانة وعدم استنكار لهذا الإعتداءات"، مؤكدا ان "كلّ هذا الأداء من قبل هذه الدولة سيؤدي بالنّاس مرةً أخرى الى ان يقولوا لا نريد هكذا دولة، ويلجؤون إلى خياراتهم الشعبية التي أثبتت نجاحها على مدى زمنٍ طويل".
وتابع: "لذلك، هذا الأداء البعض يعتبره نعم نحن نؤمن بهذه القضية وما يعمروا بيوتن الناس وخلي اسرائيل تقوم ب لي عم تقوم في، مفكرين هذه الطريقة بتخلي بالبلد يكون في إمكانية لوجود دولة حقيقية او ان تأخذ الدولة ما تريد من دون ان تقوم بواجباتها، عندما يقولون في شعاراتهم وفي مواقفهم وفي بياناتهم انهم يريدون الحصريّة وأنهم يريدون كذا وكذا، هذه تعتبرونها من حقوق الدولة، تفضلوا واعملوا واجباتكم تجاه الناس وبعدين خدوا الحقوق".
ورأى فضل الله انّ "الدولة التي لا تقوم بواجباتها لا تستطيع ان تطالب بأيّ أمرٍ تعتبرهُ من حقوقها كدولة، ولذلك هذا الأداء يسيء إلى الدولة ولا يبني الدولة ولا يدعها قادرة ان تعمل ما تريد وقت تخلّيها عن مسؤولياتها ووجباتها"، وقال: "نحنُ لا نُنكر الواقع، نحن نعترف بأنّنا أصِبنا بخسارة كبيرة وتعرضنا الى زلزال هائل أصابنا بالفقد ولكن هذا لم يؤدي بنا الى الانهيار، ولا الى الاستسلام ولا الى الخضوع".
وأردف: "على مستوى حزب الله هناك مسؤوليات وهذا الشهيد كان من هؤلاء المبدعين الذين يعملون من أجل أن نصل الى الحقائق الكاملة في كل ما حصل ، يعني ماذا حصل ولماذا حصل وكيف حصل ، كل هذا النقاط نعمل عليها في اطار تحقيق داخلي بدو شوية وقت وقد يعلن منه شيئا وقد لا يعلن، وهذا امر طبيعي لنأخذ العِبر ولنتلافى للمستقبل المخاطر وهناك مسؤوليات على حزب الله اتجاه شعبه واهله رغم كل الظروف الصعبة التي نعيشها ونحن الى الآن لم نخرج من الحرب بمعناها التفصيلي خرجنا من الحرب بمعناها الكلي".
وأضاف: "شبابنا مهددون قياداتنا مهددة، العدو يواصل استهدافاته، بعدين ما تريد ان تفعل المقاومة كيف تريد ان تبني معادلة هذا ليس نقاشه على المنابر ، لكن نحن نفكر في كل الطرق التي تحمي الناس ونؤمن بهذا المشروع ونعيد بناء ما يجب ان نبنيه في مواجهة هذا العدو ، ورغم كل التهويل و رغم كل المحاولات لتخبيط العزائم وانا لست من اصحاب المبررات ونحن في حزب الله ان شاء الله لا ننكر الواقع ونعرف حجم القوة والحضور".
وتابع: "في
لبنان، هذه البيئة، وهذا الشهيد من هذه البيئة، هذه البيئة قوية وحاضرة، لا يقدر أحد أن يتجاوزها وأن يتخطاها، ونحن نقول للأخوة أحيانًا : نحن لا نذهب الى سجالات والى صوت عالٍ ولا نستخدم كل مكانتنا ولا نستخدم كل وسائل القوة التي نملكها ولا نتحدث عن السلاح".
وقال: "نحنُ قوة شعبية وسياسية وتنظيميّة لأننا نقدّر ظروف بلدنا وننظر الى الإقليم ما يجري به في
سوريا وفلسطين ولبنان والمنطقة حيث نأخذ كل الظروف بعين الإعتبار وسنكون على ثقة ان هذه المقاومة تضع نُصب اعينها هذا الشعب وهؤلاء الناس وهذه الأرض وهذا الوطن وتعمل في الليل والنهار من اجل اعادة النهوض به، وسنصل الى المبتغى وإلى الهدف رغم كل الآلام والاوجاع والصعاب".
وختم فضل الله: "أحيانا بقضية المقاومة في انتصارات، وإنجازات، وأحيانا في في ألم ووجع. وهذه مسيرة بشرية ومسيرة إسلامنا وأهل البيت عليهم السلام".