خلف العناوين العريضة التي رافقت واحدة من أبرز الزيارات
الإقليمية خلال الأيام الماضية، طُويت ورقة لم تُقرأ على العلن.
وبحسب المعلومات ، فانه خلف الأحاديث البروتوكولية والصور الرسمية، نُقلت رسالة مباشرة إلى أحد أبرز صنّاع القرار في المنطقة، مضمونها لا يقل أهمية عن توقيتها. فالموفد، وهو مسؤول بارز من دولة مؤثرة لها وزنها في
التوازنات الخليجية والإسلامية، لم يكتفِ بمجرد زيارة بروتوكولية، بل حمّل مضيفه مضموناً سياسياً بالغ الحساسية.
وبحسب معلومات حملت
الرسالة في بعض سطورها تمنّياً محدداً: في حال أفضت المفاوضات الجارية اليوم في المنطقة إلى اتفاق، فإن التوقيع عليه سيكون له وقع خاص إذا تمّ على أرض الدولة التي ينتمي
اليها الموفَد، وتحديداً بالتزامن مع زيارة شخصية سياسية بارزة اليها في شهر أيار المقبل.
هذا التمنّي لا يبدو أنه مجرد اقتراح
دبلوماسي، بل من الواضح أنه رُسم بعناية ليضع هذه الدولة في قلب لحظة مفصلية، ويمنحها موقعاً متقدماً في مشهد إقليمي يعاد ترتيبه بصمت.
وفي كل الأحوال، تبقى الأنظار معلّقة على مسار المفاوضات وما قد تُفضي إليه، كما على
الموعد المرتقب في منتصف أيار المقبل، حيث يُتوقّع أن تتكشّف ملامح المشهد بالكامل. وعندها فقط، سيتّضح ما إذا كانت الرسالة قد طُويت بصمت داخل الأدراج، أم أنها شكّلت فعلاً افتتاحية مدروسة لمشهد أوسع يُراد له أن يُكتب بهدوء، قبل أن يُعلن.