Advertisement

لبنان

هذه قصة تسليم "سلاح حزب الله".. رسائل كشفها قاسم

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
22-04-2025 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1350380-638809108114778068.jpg
Doc-P-1350380-638809108114778068.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

التصعيد الكلامي الذي أطلقه أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، الجمعة، بشأن رفض تسليم "سلاح الحزب"، لم يكن مُستغرباً على الإطلاق. حتماً، الموقف الذي تحدّث به قاسم هو السائد منذ سنوات طويلة، وردّده أمين عام "حزب الله" السابق الشهيد حسن نصرالله دائماً وأبداً، وما التمسك بالسلاح إلا ورقة أساسية للحفاظ على شد العصب الجماهيري.
Advertisement

لا يمكن لـ"حزب الله" أن يقول إنه موافق على تسليم السلاح بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان. لو أقرَّ الحزب بهذا الأمر وخلال هذه المرحلة بالذات، وتحديداً في ظل الاحتلال الإسرائيليّ لجنوب لبنان ووسط الخسائر التي مُني بها إبان الحرب، لكان الأمر بمثابة إقرارٍ بالخسارة، وبمثابة "نقضٍ" للعهد الذي قطعه "حزب الله" أمام بيئته الحاضنة، وهنا الاختبار الصعب.

تقول مصادر مطلعة على أجواء "حزب الله" لـ"لبنان24" إنَّ الأخير يحاول رفع السقف في حديثه عن السلاح لإبقاء قوتهِ التفاوضية "راسخة"، وليقول للولايات المتحدة التي تضغط على لبنان سياسياً ودبلوماسياً بشأن السلاح أنَّ الأمر لا يمرّ بهذا الشكل، فالمطلوب هو "سياسة داخلية" تناقش مسألة السلاح شرط أن يرتبط ذلك بضمانات دولية وإقرار إسرائيليّ واضح بعدم الاعتداء على لبنان أو تنفيذ المخططات التوسعية التي تحدث عنها قاسم.
الرسالة المهمة التي أطلقها قاسم هو أنه حصر مسألة سلاح حزب الله بقضية منع إسرائيل من احتلال لبنان، وتقول المصادر هنا إنّ "هذه الحجة باتت راسخة حزب الله، ويمكنه تسييلها بالوقائع التي حصلت طيلة الأشهر الماضية، وخصوصاً بالاعتداءات التي تنفذها إسرائيل باستمرار ناهيك عن بقائها في النقاط الـ5 داخل لبنان في نية لترسيخ الوجود الدائم.

الحجة الأكبر التي تحدّث بها قاسم ترتبط أيضاً بتذكيره بما حصل في ثمانينيات القرن الماضي، وبقوله إن إسرائيل لم تنسحب من لبنان بل اجتاحته وبقيت في جنوبه حتى خرج تحت ضربات الحزب عام 2000. المسألة هذه معروفة في الداخل اللبناني، كما تقول المصادر، وبات "حزب الله" بحاجة إلى التذكير بها للقول إن الأخير هو جزء من الإستراتيجية الدفاعية التي يجب أن تُكرس في لبنان، وهذا أمرٌ لا يمكن الوصول إليه بسهولة في ظل رفض دولي للحزب المُصنف كمنظمة إرهابية في العالم.

ترى المصادر أيضاً إنَّ حزب الله يريد القول إنَّ سلاحه هو لـ"خدمة لبنان" وليس لخدمة إيران أو لتنفيذ أجنداتها، لكنه في الوقت نفسه لا يستطيع نفي الإرتباط مع طهران، ما يعني أن الإشكالية والجدلية المرتبطة باعتبار الحزب أداة أساسية بيد إيران، لن تسقط بتاتاً طالما أن الإرتباط بين الطرفين ما زال قائماً، حتى وإن قال الحزب إن الدعم الإيراني له هو لمقارعة الاحتلال الإسرائيلي ومنعه من دخول لبنان وليس من أجل إيران.

كل هذه الأمور هي التي تضغط في مسألة سلاح "حزب الله"، بينما هناك نقطة أخرى جدلية تبرز أيضاً هنا، وترتبط في ما قاله قاسم عن توجه "حزب الله" للجوء إلى خيارات أخرى بعد انتهاء كل السبل الدبلوماسية لمعالجة الاعتداءات الإسرائيلية. المقصود هنا هو الخيار العسكري الذي قد يتخذه "حزب الله" للمواجهة، ولكن السؤال الأساسي هنا: هل باستطاعة الحزب القيام بذلك وفتح حرب جديدة بعدما أنهكت بيئته بالكامل وانقطعت طريقه عبر سوريا؟ ما هي أدواته وأوراق القوة؟ وهل الكلام بهذا الأمر هو بمثابة إستدراج لإسرائيل إلى حربٍ جديدة ضد لبنان؟

تعتبر المصادر أن "حزب الله" مُني بضربة قاصمة للظهر، وبالتالي فإن "رفع سقوف المواجهة" ليست إلا كلاماً إعلامياً لإبقاء الجمهور مشدود العصب خصوصاً في ظل الإستحقاقات الداخلية الحالية والآتية قريباً، وتضيف: "كلام حزب الله ليس غريباً الآن، وحديثه عن التمسك بالسلاح وتهديد إسرائيل وتحدّي أميركا هي الأوراق التي تساهم في جذب جمهوره إليه أكثر، وإذا تخلى عن هذه الأوراق، سيخسر تباعاً".

المصادر رأت أيضاً أنَّ "حزب الله" يحتاج خطابه الآن لتسييله في الإنتخابات البلدية المقررة خلال شهر أيار المقبل، ولاستخدامه في الإنتخابات النيابية العام المقبل، والهدف من كل ذلك هو القول للمجتمع الدولي أنه "شرعي" واكتسب "شرعية شعبية" من الناس.

هنا، تختم المصادر بالقول: "أمام كل هذا الواقع، فإن مسألة المضي بالحديث الجدي عن نزع سلاح حزب الله لن تكون قبل عامٍ على الأقل، في حين أن مسألة الحرب الإسرائيلية على لبنان تبدو مستبعدة تماماً لأن المنطقة متجهة إلى مكان آخر أساسه إرساء الاستقرار، والمستفيد الأول من ذلك هو إيران كي لا تخسر حزب الله نهائياً وتغدو أوراقها ضعيفة".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

صحافي وكاتب ومُحرّر