استضاف قطاع
المرأة في
تيار العزم الدكتور المتخصص في الصحة النفسيّة و الطب الطبيعيّ محمد مديح العمري الذي حاضر تحت عنوان "التربيّة بين جيليْن: تحديّات الأم في عصر
التغيير" بحضور لافت من الأمهات اللواتي تهتم بالشأن التربويّ والاجتماعيّ وذلك مركز قطاع المرأة في
طرابلس .
بداية رحبَت رئيسة القطاع جنان مبيّض سكاف بالضيف والحاضرين وقالت: لقاؤنا اليوم هو مساحة للحوار الصادق وتبادل الخبرات حول دور الأم المعاصرة في ظل التحولات الاجتماعيّة والتكنولوجيّة المتسارعة ونحن نؤمن أنّ الأم تظل حجر الأساس في بناء الأجيال، وأنّ مواكبة التغيير تتطلب وعيّاً وتضامناً وتبادلاً مستمراً للتجارب و نتمنى أن يكون هذا اللّقاء خطوة نحو دعم الأمهات وتمكينهن من فهم أعمق للتحديّات، وابتكار حلول تتماشى مع روح العصر دون التفريط في القيم الأصيلة.
من جهته، تناول الدكتور العمري بعمق وجدان الأمهات وصراعاتهن اليوميّة في ظل الفجوة المتسعة بين الأجيال، والتغيّرات المتسارعة في القيم، في التكنولوجيا، وأنماط الحياة. وركز على التحديّات التي تواجهها الأم العربيّة اليوم بين دورها التربويّ، وضغوط الحياة، واختلاف اللّغة العاطفيّة والتواصليّة مع أبنائها وشريكها.
وتميّز الدكتور العمري اعتماده تقنيّة تفاعليّة مبتكرة خرجت عن الإطار النظريّ المعتاد، حيث تمّ تطبيق
تمارين جماعيّة و طُلب خلالها من المشاركات كتابة مشاكلهن التربويّة والعائليّة على أوراق دون ذكر أسمائهن، وسط أجواء موسيقيّة هادئة ساعدتهن على التعبير العميق والآمن.
تمّت بعدها قراءة الأوراق ومناقشتها جماعيّاً، مما أتاح مساحة شفافة لعرض التحديّات ومشاركتها من دون حكم أو نقد، وسمح بإيجاد قواسم مشتركة وشعور بالاحتواء بين الحاضرات.
وتطرق إلى العلاقة بين الأم وشريك حياتها، وأثر هذه العلاقة على توازنها العاطفيّ وقدرتها على التربيّة السليمة، مع طرح خطوات عمليّة لتفادي الأزمات الأسريّة، بعيداً عن النصائح التقليديّة والنظريّات المجردة، وذلك من خلال نماذج تطبيقيّة بسيطة وملموسة يمكن تحويلها إلى سلوك يوميّ فعّال.
يُذكر أنّ هذه المحاضرة تأتي ضمن
سلسلة أنشطة ثقافيّة واجتماعيّة ينظمها قطاع المرأة في مركز العزم الثقافي، بهدف تمكين المرأة وتزويدها بالمعرفة والدعم في مختلف جوانب حياتها.