Advertisement

لبنان

"عن بُعد".. هكذا يضبط "حزب الله" ميدان الجنوب

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
21-03-2025 | 11:01
A-
A+
Doc-P-1336387-638781460496478852.png
Doc-P-1336387-638781460496478852.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
الحرب التي استأنفتها إسرائيل ضدّ قطاع غزة قبل أيام قليلة تطرح تساؤلات عن موقع لبنان منها، وعما إذا كانت أرض الجنوب ستُستخدم مُجدداً كصندوق بريد لإيصال الرسائل العسكرية والنارية تجاه إسرائيل.
Advertisement

ما يجب الوقوف عنده قبل الغوص بالمسألة المطروحة هو 3 نقاط أساسية، الأولى وهي أنّ "حزب الله" يعمل حالياً على إعادة بناء نفسه واستجماع قوّته بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة. أما النقطة الثانية، فتتصلُ بسعي لبنان الرسمي لاثبات التزامه بقرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل والذي دخل حيز التنفيذ يوم 27 تشرين الثاني الماضي استناداً للقرار الدولي 1701. أما الخانة الثالثة فهي مرهونة بجدوى الرسائل العسكرية التي قد تأتي من لبنان وما قد يترتب عنها من مخاطر فعلية أبرزها تجدد الحرب.

بشكلٍ أو بآخر، تعتبر حرب غزة الحالية بمثابة اختبارٍ جديد للساحة اللبنانية، وذلك لمعرفة ما إذا كانت قابلة للانفجار مُجدداً أم لا.

في زحمة الأحداث عند الحدود بين لبنان وسوريا الجديدة، تعتبر أي حرب جديدة في جنوب لبنان بمثابة عاملٍ تفجيري جديد، وبالتالي "تورّط" حزب الله بمعركةٍ لا يتحملها في الوقت الراهن لأنها ستؤدي إلى استنزاف قدراته العسكرية المتبقية وذلك في ذروة عملية إعادة البناء.

إنطلاقاً من ذلك، قد لا يكون "حزب الله" معنياً على الإطلاق بأي "جبهة إسناد"، لكنه في الوقت نفسه تقع على عاتقه مسألة أخرى أكثر أهمية وهي "ضبط ساحة حلفاء الميدان" لاسيما أولئك الذين لديهم فصائل مُسلحة وانخرطوا في حرب الإسناد السابقة على الجبهة الجنوبية لاسيما "حماس" والجماعة الإسلامية.

فعلياً، فإن ضبط كافة الجبهات والجهات هو أمرٌ يصب لصالح "حزب الله" أولاً وأخيراً، باعتبار أنّ أي محاولة لشن هجمات ضد إسرائيل ستعيد سيناريو القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان وبالتالي تضرر بيئة الحزب الشعبية بالدرجة الأولى.

لهذا، فإنَّ عملية ضبط "حزب الله" لميدان "حلفائه" هو بمثابة "ضبط لميدان الجنوب عن بُعد" حتى وإن لم يكن متواجداً في منطقة جنوب الليطاني بثقله العسكري السابق تنفيذاً لقرار وقف إطلاق النار والـ1701.

وعليه، فإن قدرة الحزب على "تحجيم" النشاط العسكري للفصائل الأخرى التي كانت تُنسق معه قد يشكل مدخلاً واضحاً وفعالاً لتقليص نطاق أي عمليات هجومية، وبالتالي عدم تحول الجنوب مُجدداً إلى أرض للتدمير، وفق ما تقول مصادر معنية بالشأن العسكري.

ولكن.. ماذا يعني ذلك؟ هل يمثل ذلك تنصلاً من غزة؟ بالنسبة للبنانيين من بيئة "حزب الله"، فإن مشاركة الأخير بأي حرب إسناد جديدة لن تحظى بتأييد داخلي، مشيرين إلى أنَّ "حزب الله يحتاج الآن إلى وقت لنفسه، في حين أن مسألة ضبط أنشطة حلفائه العسكرية هي خطوة بغاية الأهمية استراتيجياً وعسكرياً".

هنا، تقول المصادر المعنية بالشأن العسكريّ لـ"لبنان24" إنَّ تجنيب جنوب لبنان أي خطوة عسكرية من شأنه أن يحفظ "حزب الله" وحلفاءه أيضاً، كما أنه يساهم في جعل الساحة مرتاحة نوعاً ما بعد التوترات.. ولكن أين يكمن الخطر؟

المُعضلة الأساس تتصل بإمكانية ظهور "طابور خامس" من شأنه أن يعمل على توريط الحزب مُجدداً في حرب مع إسرائيل في ظل وضعيته الحالية، وبالتالي إدخال لبنان في دوامة عنفٍ جديدة، وفق ما تقول مصادر أمنية لـ"لبنان24".

عملياً، فإن ساحة الجنوب اليوم وتحديداً منطقة جنوب الليطاني تعتبرُ "منزوعة السلاح" نوعاً ما، لكن ما الذي يمنع حصول إستغلال لها والتسلل لتنفيذ عمليات هجومية تنسف القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار؟

المسألة المطروحة ليس مستبعدة على الإطلاق خصوصاً إن كانت هناك من جهات تسعى لإحداث بلبلة داخل لبنان وبالتالي إعطاء إسرائيل ذريعة لتنفيذ هجمات موسعة.

السيناريوهات المختلفة مطروحة هنا، ولهذا فإن هذه المرحلة دقيقة وحساسة جداً، وتعتبر المصادر أنّ التنسيق خلف الكواليس لكافة الأمور هو الذي يُجدي نفعاً الآن، وبالتالي ترك ساحة الميدان هادئة لأن أي خطوة حربية ستؤدي إلى تضرر ما تم ترميمه بالحد الأدنى.
 
المصدر: خاص لبنان24
مواضيع ذات صلة
تابع

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

صحافي وكاتب ومُحرّر