كتبت امال
خليل في" الاخبار": فضحت شهادات الأسرى
الذين أفرجت عنهم
إسرائيل الثلاثاء الماضي، حجم العدوانية
التي مارسها العدو بحق الأسرى اللبنانيين لديه. حيث لا يزال هناك أربعة عشر لبنانياً يقبعون في زنازين العدو؛ أقدمهم في الاعتقال، ثلة من المقاومين
الذين أُسروا بعد نفاد ذخيرتهم خلال تصديهم للاحتلال
الإسرائيلي للجنوب في شهري تشرين
الأول والثاني الماضيين.
في إحدى زنازين سجن الرملة، يشرف علي ترحيني على إنهاء شهره الثاني في الاعتقال. الشاب العشريني لا يقوى على المشي أو الوقوف، برغم التدليك الذي يتلقّاه من رفاق الزنزانة، وجلّهم أعضاء في حركة «حماس». وكان ابن جبشيت (قضاء النبطية) قد أصيب برصاص أطلقه جنود الاحتلال خلال مشاركته في اعتصام أهالي العديسة ورب ثلاثين ومركبا عند
مدخل العديسةفي 28
كانون الثاني الماضي.
دخلت الرصاصة من ظهره وخرجت من بطنه وظل ينزف لساعتين على الأرض، ولم يسمح العدو لفرق الإسعاف الاقتراب لإنقاذه. اقتادته قوات الاحتلال جريحاً ليستقر في سجن الرملة قرب
القدس المحتلة.
هناك، التقى الأسير المحرر حسين قطيش بترحيني وكانا اللبنانييْن الوحيديْن في ذلك السجن، إذ جمعتهما إصابتهما. قطيش اعتُقل جريحاً ينزف من قدمه اليسرى بعد إصابته برصاص في بلدته حولا في 16 شباط الماضي. وأمس، كانت المرة الأولى
التي يتلقّى أهل ترحيني رسائل منه عبر قطيش. سابقاً، لم يعلموا شيئاً عنه على غرار سائر الأسرى الآخرين. حيث تحوّل المحرّرون إلى طاقة أمل لدى أهالي الأسرى والمفقودين، لمعرفة أي شيء عن أبنائهم.
بحسب روايات المحرّرين الآخرين، أحمد شكر وحسين فارس ومحمد نجم، يقبع معظم الأسرى اللبنانيين حالياً في سجن عوفر غرب رام الله في الضفة الغربية. زنزانة واحدة جمعت فارس مع ابن حولا وضاح يونس، أول أسرى المقاومة الذي اعتقله العدو في بلدة بليدا مع بدء التوغل البري.
حمل فارس رسائل وأخباراً لعائلته
التي اطمأنت عنه للمرة الأولى بعد انتشار شائعات عن وضعه الصحي السيئ. في السجن نفسه، يُحتجز يوسف عبدالله من أسرى المقاومة الذي اعتُقل من عيتا الشعب. إضافة إلى حسن ومحمد جواد وإبراهيم الخليل
الذين اعتُقلوا من بلدتهم عيتا الشعب في الفترة نفسها، إضافة إلى الضابط البحري عماد أمهز الذي اعتُقل من البترون في 1 تشرين الثاني الماضي وعدد من الأسرى المدنيين.
يروى الأسرى المحرّرون، أن أسرى حزب الله «تعرّضوا لتعذيب جسدي ونفسي وحشي، ولم يكن الجنود يميزون بين المدني والمقاتل، وبالنسبة إليهم، فإن كل جنوبي أو لبناني مناصر للمقاومة، هو بمنزلة مقاتل في حزب الله».
ولفتت مصادر مواكبة إلى أن لائحة الأسرى ليست نهائية، ولا سيما فيما خصّ أسرى المقاومة، إذ لا يزال هناك عددٌ من المقاومين، لم يُعثر على أثر لهم ولم يثبت استشهادهم، علماً أن لائحة الأسماء السبعة، صرّحت عنها
إسرائيل. ومما يزيد من احتمال حصول تطورات في ملف الأسرى، حالة الأسير المحرر محمد نجم الذي لم يكن مُدرجاً، لا في لائحة المدنيين ولا في لائحة المقاومين وغير مصرّح عن فقدانه لدى الأجهزة اللبنانية. وكانت
إسرائيل أفرجت صباح أمس، عن العسكري في الجيش اللبناني زياد شبلي، وتسلّمه الصليب الأحمر الدولي عند معبر رأس الناقورة.
وكتب حسين درويش في"النهار": نظم اهالي بلدة النبي شيت وقرى الجوار استقبالا حاشدا للاسير المفرج عنه السيد احمد السيد محمد شكر.
وكان شكر قد اختطف من المواقع الامامية المواجهة للعدو من بلدة حولا، ليتنقل بعدها بين اربعة سجون قبل ان يفرج عنه .
وقال شكر: "تعرضت الى تحقيق اولي كان فيه الكثير من التعذيب والتهديد والتعنيف، لكن ذلك لم يؤثر في ارادتي. ولم تشفع لي لبنانيتي واستقلاليتي وناشط سياسي مرشح للانتخابات النيابية الماضية، وما دفعني هو احساسي انتمائي لهذا البلد".
وقال: "نقلت بعدها الى مكان كنت اجهله، فتبين لي بعد عشرة ايام انني في سجن الناصرة، وهناك تعرضت للتعذيب والتهديد والباقي معلوم"… احتجزت هناك في زنزانات العدو حتى التاسع عشر من شهر شباط، وفي يوم اربعاء وبتحقيق مفاجىء معي، قيل لي انني سأبقى هناك لمدة خمس سنوات في سجون العدو، للضغط علي كوني مرشحا سابقا في الانتخابات النيابية، ومن المتوقع ان اعيد ترشيحي لحرماني من الترشح". وتابع: "نقلنا الى مكان قضينا به مدة ساعة ونصف الساعة في آلية عسكرية، ثم الى ما سمي بسجن عوفر، وهذا ما عرفناه من خلال شركائي في السجن الجديد، وهناك وايضاً تعرضنا للتعذيب وللتحقيق والترهيب، وهناك من كان معزولاً ومن كان في وضع انفرادي".