كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": اقترحت الولايات
المتحدة الأميركية على لبنان أخيراً
إعادة فتح باب التفاوض بشأن الملفات العالقة على الحدود، فوافق، بعد أن أدركت إدارة
الرئيس دونالد ترامب أنّ الأمن والإستقرار الدوليين لا يُمكن أن يتحقّقا جنوباً، من دون إجراء المفاوضات غير المباشرة لترسيم أو "تثبيت"
الحدود بين لبنان و"إسرائيل"، والإنسحاب الكامل للإحتلال من المنطقة الجنوبية، وإعادة إعمار كلّ القرى المدمّرة، وعودة السكّان من الجانبين الى منازلهم.
وبدأت المحادثات الأولية الثلاثاء الفائت باجتماع في الناقورة للجنة العسكرية، تناولت ثلاث نقاط أساسية هي: إنشاء 3 لجان متخصّصة لحلّ النقاط الـ 13 الخلافية المتنازع عليها على طول الخط الأزرق، والنقاط الخمس (التي يؤكّد
البعض أنّها أصبحت 8 وليس 7 فقط)
التي لا تزال تحتلّها "إسرائيل"، خارقة بذلك
اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، وقضية الأسرى اللبنانيين.
وما حصل يُمثّل تطوّراً إيجابياً لاتفاق وقف إطلاق النار، على ما تلفت المصادر، شرط التزام "إسرائيل" بوقف الخروقات والإعتداءات المستمرّة على السيادة اللبنانية بشكل كامل، وتنفيذ انسحاب قوّاتها من النقاط الـ 13 المتنازع عليها والتلال الخمس، كما من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر. فهذا الأمر من شأنه تثبيت وقف النار الذي يُطالب به لبنان، والذي لا يزال هشّاً منذ دخول الإتفاق حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الفائت، الذي نصّ على انسحاب القوّات "الإسرائيلية" في غضون 60 يوماً (أي في 26 كانون الثاني 2025). ومع ذلك بعد تأجيل الإنسحاب الى 18 شباط المنصرم، أعلن الجيش "الإسرائيلي" إنّه سيبقى الى أجلٍ غير مسمّى في خمسة مواقع استراتيجية على طول الحدود، وذلك بهدف أن يُطالب بمقابل ما لتنفيذ الإنسحاب منها.
وفيما يتعلّق باستكمال المفاوضات أو باجتماعات الناقورة
التي بدأت، تشير المصادر الى العمل على جملة أمور:
1- تشكيل ثلاث مجموعات عمل أو لجان متخصّصة: الأولى لمعالجة المواقع الخمسة
التي لا يزال الجيش "الإسرائيلي" موجوداً فيها في لبنان. والثانية للتركيز على النقاط المتنازع عليها على طول الخط الأزرق (وهو خط الإنسحاب الذي رسمته الأمم
المتحدة في العام 2000). والثالثة لمعالجة قضية المواطنين اللبنانيين المحتجزين لدى "إسرائيل". ويتمسّك لبنان، وفق المصادر، بأن تقوم بها اللجنة العسكرية التقنية بالتفاوض حول الترسيم والإنسحاب، في حين يُريد "الإسرائيلي" استبدال الجنرال
العسكري في اللجنة بديبلوماسي، ليجعل الحلّ ديبلوماسياً وليس عسكرياً وسياسياً.
2- ترسيم
الحدود البريّة: بدء المفاوضات لتثبيت وترسيم
الحدود بين لبنان و"إسرائيل" والتي تمتد على طول 81 كيلومتراً (50 ميلاً)، مع تمسّك لبنان باتفاقية بوليه- نيوكومب الحدودية في العام 1923، كما باتفاقية الهدنة في آذار من العام 1949
التي تضع مزارع شبعا ضمن الأراضي اللبنانية. في الوقت الذي لا يزال فيه الثنائي الشيعي صامتاً، تاركاً حلّ الأمر للدولة اللبنانية. وسيشمل الترسيم النقاط الـ 13 المتنازع عليها على الخط الأزرق، والتي سبق وأن جرى الإتفاق على 7 منها، فضلاً عن التلال
التي احتلّتها "إسرائيل" أخيراً. كما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا
التي تحتاج الى حلّ الإشكالية حول لبنانيتها، سيما وأنّ لبنان سيسعى الى استعادتها بشتّى الطرق... فضلاً عن أنّ "إسرائيل" من خلال إنسحابها الكامل من الجنوب، تريد القول بأنّ فكرة حزب الله كمقاومة لا يُمكن أن تبقى قائمة بعد تنفيذ هذا الإنسحاب.
في الوقت الذي قال الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير: "نحن مقاومة نعتبر "إسرائيل" تهديداً للبنان، ولا مانع من دفاع الجيش والدولة عن لبنان، للمقاومة الحقّ في الاستمرار في حماية لبنان، ولذلك فإننا لا نعتبر أنّ كلام
الرئيس بشأن حصرية الأسلحة موجّهاً إلينا".