ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أنّ إسرائيل تسعى للاحتفاظ بعددٍ قليل من المواقع الخاصة بها داخل لبنان وذلك بعدما رفضت الولايات المتحدة طلبها بإبقاء الجزء الأكبر من قواتها في البلاد بعد الموعد النهائي المحدد للانسحاب خلال الأسبوع المقبل وتحديداً يوم 18 شباط الجاري، حسبما قال أشخاص مطلعون على المفاوضات.
وذكرت الوكالة أنَّ "إحجام إسرائيل عن الانسحاب الكامل من شأنه أن يشعل فتيل التوترات من جديد مع حزب الله ويضع العراقيل أمام الحكومة اللبنانية الجديدة التي تشكلت لأول مرة منذ أكثر من عامين".
ورفضت السلطات اللبنانية الدعوة لتمديد الهدنة بعد 18 شباط الجاري، في وقت تحدثت تقارير عديدة عن سعي إسرائيل إلى إبقاء قواتها في لبنان لمدة 10 أيام بعد الموعد المذكور.
ونتيجة لذلك، تخطط إسرائيل الآن للاحتفاظ بعدد قليل من المواقع المرتفعة داخل لبنان لحماية مستوطناتها الشمالية، حسبما قال مسؤولون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أثناء مناقشتهم لمحادثات خاصة.
ولم يؤيد الوسطاء الأميركيون ولا اللبنانيون الخطة، لكن مسؤولين قالوا إنهم يسعون إلى الحصول على موافقة إسرائيل على الحد من عدد المواقع الاستيطانية وتجنب تعريض وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحزب الله للخطر.
وفي السياق، قالت وزيرة العلوم جيلا جامليل، عضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، لإذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء: "أقول بوضوح إن إسرائيل ستحتفظ بمواقعها في الشمال الضرورية للدفاع عنها" .
ورداً على سؤال حول ما إذا كان ذلك يعني داخل الأراضي اللبنانية، قالت جامليل: "صحيح".
ومن المرجح أن يشكل الاحتفاظ ولو بعدد قليل من المواقع الإسرائيلية في لبنان مصدر ضغط إضافي على بيروت.
وتتهم إسرائيل حزب الله بانتهاك شروط الاتفاق الذي تم توقيعه في أواخر تشرين الثاني لوقف الحرب التي أسفرت عن مقتل الآلاف من الناس وإجبار أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم.
لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن الانتهاكات لم تكن كبيرة بما يكفي لتأخير الخطوة التالية في الهدنة، وفي غياب أي خرق كبير في الأيام المقبلة، يتعين على إسرائيل سحب قواتها، كما هو متفق عليه، بحلول الثامن عشر من شباط.
وكان من المقرر في الأصل أن يستمر وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وخلال هذه الفترة تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية.
وتم تمديد الموعد النهائي بعد أن اتهمت إسرائيل حزب الله بعدم التعاون وقالت إن القوات المسلحة اللبنانية لم تكن مستعدة بعد إعادة انتشارها على طول الحدود مع سوريا في أعقاب انهيار نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في كانون الأول الماضي.