مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"
يبدو أن ماراتون التشكيل الحكومي قد دخل مسار المئة متر الأخيرة.
ورغم أن طقس لبنان عاصف بفعل وصول العاصفة أسيل إلا أن الضبابية بدأت تتبدد في الملف الحكومي مع تجاوز بعض المطبات التي كانت تعترض عملية التأليف ولا سيما مشاركة القوات اللبنانية وعلى هذا الخط زار رئيس الحكومة المكلف نواف سلام قصر بعبدا والتقى رئيس الجمهورية جوزاف عون وبخلاف التكهنات والأجواء التي أشيعت قبل الزيارة لم تبصر الحكومة النور اليوم.
ومن القصر الجمهوري جدد سلام تأكيده العمل على تأليف حكومة إصلاح تكون على درجة عالية من الانسجام بين أعضائها وملتزمة مبدأ التضامن الوزاري.
في جنوب لبنان لايزال جنود العدو الاسرائيلي يتمركزون في منطقة المفيلحة غربي بلدة ميس الجبل خلف الساتر الترابي الذي استحدثوه هذا الأسبوع رغم انتشار الجيش اللبناني على بعد أمتار قليلة من الجهة الغربية.
هذا وقامت وحدات من اللواء الخامس في الجيش اللبناني باستكمال رفع الركام وفتح الطرقات في عيتا الشعب وإتمام الإنتشار كما عمل الجيش بالتعاون مع اليونيفل على سحب السيارات المدنية وتلك التابعة لكشافة الرسالة الإسلامية التي احتجزتها قوات الاحتلال في مارون الراس.
وفي السياق أكدت بلدية راميا أن الجيش سيثبت نقطتين له داخل البلدة.
أبعد من لبنان عاصفة ردود دولية ولدتها مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كشف خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض عن خطة تتيح لواشنطن السيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى سواء أرادوا ذلك أم لا.
وفيما أعلن ترامب عن نيته تحويل غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط" على حد وصفه قال بكل وضوح إن بلاده تعتزم "تملك" القطاع لمدة طويلة الأمد وأن هناك دعما لذلك من أعلى القيادات في الشرق الأوسط.
في ردود الفعل أعلنت الأمم المتحدة أنها متفاجئة فيما أجمعت دول الإتحاد الأوروبي والصين وروسيا وبريطانيا على التمسك بحل الدولتين.
على المستوى الفلسطيني رفض الرئيس محمود عباس بشدة دعوات الإستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين, في وقت دعت فيه حركة حماس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى الإنعقاد العاجل لمتابعة مخطط ترامب مشددة على ضرورة تراجع الإدارة الأميركية عما وصفته بالتصريحات غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني.
مقدمة الـ "أم تي في"
هل زيارة رئيس الحكومة المكلف اليوم الى قصر بعبدا هي الزيارة الاخيرة قبل اعلان الحكومة؟ الامر غير مستبعد.
فبعض المعلومات تشير الى انه اذا سار كل شيء وفق المتوقع، فان الحكومة العتيدة قد تبصر النور في الثماني والاربعين ساعة المقبلة.
علما ان تصريح نواف سلام لم يكن بالوضوح المطلوب على هذا الصعيد. فهو طرح مبادىء عامة، ورد بطريقة غير مباشرة على منتقديه بخصوص عدم وجود معايير واحدة، من دون ان يتطرق من قريب او من بعيد الى تفاصيل تتعلق بالتشكيل والموعد المحتمل لولادة الحكومة المنتظرة.
وفي التفاصيل ان العقدة القواتية حلت في المبدأ، عبر حصول كتلة الجمهورية القوية على اربعة مقاعد وزارية، واحدة سيادية هي الخارجية، وثلاث وزارات اخرى هي: الطاقة والاتصالات والصناعة.
لكن ثمة عقدا لم تحل بعد ، منها عقدة الاسم الشيعي الخامس، اضافة الى مشاركة او عدم مشاركة التيار الوطني الحر في الحكومة، وهو ما ينطبق ايضا على كتلة الاعتدال.
والاهم ان القوات اللبنانية لا تزال تنتظر ضمانات معينة للمشاركة في الحكومة، تبدأ بعدم تعطيل مراسيم مجلس الوزراء او عرقلة التدقيق الجنائي من قبل وزير المال، وتمر بأن يكون الوزير الشيعي الخامس من حصة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف حصرا لضمان عدم التعطيل، وصولا الى الالتزام بتطبيق القرارات الدولية وحصر السلاح بيد الدولة في كل لبنان.
وهذه الضمانات اذا طبقت تعني انتقال لبنان من ضفة الى ضفة اخرى، كما تعني ان لبنان سيتخطى عصر الدويلات الى عصر الدولة، وسيعود الى محيطه العربي والى المجتمع الدولي، بعدما اغرقه محور الممانعة وجعله ضحية الاحلام المريضة لحكم الملالي في ايران.