Advertisement

لبنان

خصوم "حزب الله" ردًا على قاسم: الشمس ساطعة والثلاثية تغيّرت!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
28-01-2025 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1312458-638736552552597418.jpg
Doc-P-1312458-638736552552597418.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ليس خافيًا على أحد أنّ "حزب الله" يسجّل منذ صباح الأحد، "مكاسب" بالجملة بعد مشهد العودة العظيم، الذي سطّره أهالي القرى الجنوبية الأمامية، عندما تحدّوا التهديدات الإسرائيلية وأصرّوا على العودة إلى بلداتهم بمجرد انتهاء مهلة الستّين يومًا التي نصّ عليها اتفاق وقف إطلاق النار، وكأنّ هذا "المشهد" بالتحديد، كان ما "ينقص" سرديّة الانتصار التي يروّج لها منذ دخول الاتفاق حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي.
Advertisement
 
ولعلّ هذه "المكاسب" حضرت بوضوح في خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم يوم الإثنين، الذي استفاض مرّة أخرى في الحديث عن "الانتصار" الذي حقّقته المقاومة في الحرب الأخيرة، مستندًا بذلك إلى مشهديّة يوم الأحد، وإن أقرنه هذه المرّة بـ"مصارحة" قال إنّه لا بدّ منها، قبل أن يرفع سقف الموقف، بحديثه عن احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب، وقوله إن "المقاومة لها الحق بأن تتصرف بما تراه مناسبًا".
 
إلا أنّ أكثر ما استوقف الانتباه في كلام الشيخ قاسم هو تكراره لما ورد في بيان "حزب الله" الأحد، لجهة استعادة الحديث عن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، بعدما بدا في الفترة الأخيرة أنّها سُحِبت من التداول، فكيف تُقرَأ مواقف الحزب المستجدّة في هذا الإطار، خصوصًا من قبل خصومه، وبينهم من رفضوا إقصاءه، لكن وفق قاعدة المعادلات الجديدة التي ترتّبت على الحرب، والتي تتطلّب مقاربات من نوع آخر؟!
 
"الشمس ساطعة"
 
مستعيرين عبارة "الشمس ساطعة" التي استخدمها الشيخ قاسم في خطابه، عند حديثه عن معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، ينطلق خصوم "حزب الله" في تفنيدهم لما ورد في الخطاب، ليقولوا إنّ "الشمس ساطعة"، وما يظهر منها "استثمار سياسي مطلق"، بل محاولة "توظيف" للناس وللشعب، وزجّهم في المزيد من "المغامرات"، في محاولة لإنعاش "أجندة سياسية" يفترض أنها أصبحت وراء ظهرنا، بنتيجة المتغيّرات التي طرأت في الأشهر الأخيرة.
 
ومع تأكيد هؤلاء على أهمية استعادة الأرض، ورفض الاحتلال، وتقديرهم لنبل المشهد الذي ظهر يوم الأحد، إلا أنّهم يعتبرون أنّ المشكلة تكمن في كون "حزب الله" استخدم هؤلاء الناس من بيئته الحاضنة مرّة أخرى "وقودًا" لمعاركه السياسية، وقد دفعهم إلى مغامرة غير محسوبة، وهو يعرف جيّدًا أنّ إنهاء الاحتلال لا يتمّ بالرمي بالناس بهذا الشكل، وقد سقط منهم العشرات بين شهداء وجرحى، لا ينبغي أن يكونوا مجرّد "أرقام" في هذه المعركة.
 
برأي خصوم "حزب الله"، فإنّ "ذروة" التوظيف السياسي لما حصل جاءت في مشهديّة المسيرات الليلية التي جابت مناطق عدّة غير محسوبة على "حزب الله"، بشعارات "نافرة"، وما انطوت عليه من "استفزازات"، ذكّرت كثيرين بمآثر سابقة من القمصان السود، وحتى إلى أحداث السابع من أيار، وفقًا لهؤلاء، الذين يسألون إن كان "الحزب" أراد توظيف ما حصل، لاستعادة "نفوذ" كان يتمتّع به قبل الحرب، لكنّه خسر بنتيجة المتغيّرات التي حصلت.
 
"الثلاثية تغيّرت"
 
أبعد من كلّ ذلك، يتوقف خصوم "حزب الله" عند العديد من "المفارقات" في خطاب الحزب وأمينه العام، منها اضطراره للمرة الرابعة أو الخامسة، إلى تكرار الحديث عن "الانتصار"، ومحاولة إقناع الرأي العام به، في حين أنّ الانتصار يفترض أن يكون ملموسًا، ولو كان واقعًا، لما احتاج إلى كلّ هذا الجهد لإقناع الناس به، ومنها أيضًا رفع سقف الموقف، وحديثه عن حقّ المقاومة بالردّ على الاحتلال، وكأنّه لا يزال "أسير" معادلات الماضي، على حدّ تعبيرهم.
 
أما "المفارقة الأهمّ"، فتبقى في حديث الشيخ قاسم عن معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، بعد يوم واحد من "استحضارها" في بيان "حزب الله"، حيث يتوجّس هؤلاء من محاولة الحزب لافتعال أزمة جديدة على أبواب تشكيل الحكومة، خصوصًا مع بدء الحديث عن البيان الوزاري، والبدائل المفترضة لهذه العبارة، علمًا أنّ بعض التسريبات أشارت إلى أنّ هذا البند قد يكون من "العقد" التي تحول دون إنجاز التشكيلة الحكومية.
 
بالنسبة لخصوم "حزب الله"، فإنّ ما يجب أن يعرفه الحزب جيّدًا، هو أنّ ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" استُنفِدت، وما عادت صالحة للعمل، ولا حتى للاستهلاك السياسي، بل إنّ مشهدية الأحد لم تُعِد الحياة لهذه المعادلة برأي هؤلاء، بل على العكس من ذلك، كرّست استبدالها بمعادلة أخرى، وهي "الجيش والشعب والدولة"، علمًا أنّ الشيخ قاسم نفسه دعم هذه المعادلة، حين أشاد بموقف رئيس الجمهورية، بل أبدى "ثقته المطلقة" بالأخير.
 
بدل أن يكون مشهد الأحد بابًا لتضامن وطنيّ لا بدّ منه في مواجهة العدو الإسرائيلي، خصوصًا بعد انقضاء مهلة الستين يومًا من دون انسحابه من الأراضي التي احتلّها، يبدو أنّه فتح بابًا لسجال متجدّد بين "حزب الله" وخصومه، لا يبدو أنّه انتهى فصولاً مع إنجاز الاستحقاقات السياسية الأخيرة، سجال يخشى كثيرون أن "يتمدّد" إلى الحكومة العتيدة التي لم تبصر النور بعد، ولو من بوابة بيانها الوزاري، وموقع "الثلاثية" على خطّه!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa