نشر موقع "arabnews" تقريراً جديداً قال فيه إن لبنان قد يستفيد من ضعف "حزب الله" وسوريا وإيران.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه "ليس سراً أن مصير لبنان واستقراره كانا دائماً تحت رحمة التوازن الدقيق بين القوى الداخلية الطائفية، وتوازن القوى الإقليمي العربي، وإسرائيل، والصراع الفلسطيني فضلاً عن إيران وأجندتها الثورية في العقود الأخيرة".
وتابع: "نادرا ما اجتمعت تلك القوى على نحو يضع الدولة اللبنانية على المسار الصحيح نحو السلام والاستقرار وإعادة البناء والإصلاح بما يخدم مصالح كل تلك القوى المؤثرة في الوقت نفسه. كثيراً ما زعمت كتب النظريات المتعلقة بالشرق الأوسط أن لعبة الكراسي الموسيقية تنطبق بشكل خاص على هذه المنطقة، حيث يظل هناك دوماً لاعب إضافي واحد بدون كرسي، الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى إفشال الحفلة لصالح بقية اللاعبين. وينطبق هذا القياس بشكل خاص على لبنان ومجتمعاته العديدة المتنافسة، بل وحتى المتحاربة، حيث كانت الأحداث في كثير من الأحيان تترك أحد هذه المجتمعات من دون كرسي على الطاولة".
وأكمل: "إن انتخاب جوزيف عون هذا الأسبوع، وهو خامس قائد للجيش يصبح رئيساً للجمهورية في تاريخ لبنان، يثير التساؤل حول ما إذا كان سيتمكن من إدخال البلاد في حقبة جديدة قادرة على انتشالها من حافة الهاوية، أو ما إذا كان سيكتفي بدور رئيس تصريف الأعمال، وإدارة مطالب النخب السياسية الفاسدة، وتوقعاتها، وتوقعات مجتمعاتها".
وتساءل التقرير عما إذا كان عون سيلعب الدور الذي لعبه الرئيس اللبناني الرّاحل فؤاد شهاب للصعود بلبنان نحو النمو والإزدهار، وأضاف: "لا شك أن إضعاف حزب الله وسيدته إيران في حرب العام الماضي مع إسرائيل، إلى جانب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، كانا من العوامل الرئيسية في كسر الجمود الذي أصاب البرلمان اللبناني لفترة طويلة والوصول إلى توافق وانتخاب رئيس جديد يحظى بثقة المجتمع الدولي".
إلى ذلك، اعتبر التقرير أنَّ قبول حزب الله بانتخاب عون يؤكد أنه لم يعد يملي الأجندة السياسية في ضوء التحولات الجيوسياسية الإقليمية منذ المغامرة العسكرية لحركة حماس في 7 تشرين الأول 2023 وما تلاها، والتي أدت إلى إضعاف نفوذ إيران في المنطقة".
وأردف: "إن الهزيمة السياسية التي مني بها حزب الله تأتي في أعقاب النكسة العسكرية المدمرة التي تعرض لها على مدى الأشهر الأربعة عشر الماضية. وبموجب شروط وقف إطلاق النار مع إسرائيل، يواصل الجيش اللبناني انتشاره في الجنوب في حين تستعد القوات الإسرائيلية للانسحاب. والاختبار الحقيقي الآن هو ما إذا كان حزب الله سيوافق على تفكيك البنية التحتية العسكرية المتبقية له جنوب نهر الليطاني وسحب قواته المتبقية إلى مسافة ثلاثين كيلومتراً من الحدود".
وقال: "لا شك أن الاختبار الحقيقي لعون سيكون قدرته على الوفاء بوعده بأن تحتكر الدولة حمل السلاح، وهو ما يشير إلى الطريق الصعب الذي سيسلكه لنزع سلاح حزب الله، الذي احتفظ بأسلحته منذ انتهاء الحرب الأهلية في عام 1990 لمحاربة إسرائيل، حتى بعد الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من جنوب لبنان في عام 2000".
وأكمل: "يقال إن حزب الله سمح بانتخاب الرئيس الجديد عون فقط بعد حصوله على ضمانات بشأن اسم قائد الجيش المقبل وتنفيذ مبادئ أو حدود اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وهو ما قد يدق ناقوس الخطر. إن الدور الذي لعبته الولايات المتحدة وفرنسا وقطر والمملكة العربية السعودية ومصر، والتي ضغطت من أجل انتخاب عون، يستحق الإشادة. ولكن يتعين على هذه الدول أن تستعد للطريق الطويل الذي ينتظرها، والذي يتسم بالشوك، إذا كان للبنان أن ينعم بالاستقرار والازدهار. والتهديدات من جانب إيران، التي من غير المرجح أن تتخلى عن خطابها وأفعالها المعادية لإسرائيل والمؤيدة للمقاومة، من شأنها أن تفسد كل الجهود الرامية إلى إيجاد لبنان محايد ولكن مزدهر".
وختم: "سوف يكون على عون، بخلفيته العسكرية، أن يقنع حزب الله بالتخلي عن أسلحته وهي مهمة شاقة على أقل تقدير. ولكن هذا هو الاختبار الذي لا يمكن للرئيس الجديد أن يفشل فيه، وإلا فإن الفرصة التاريخية التي أتيحت للبنان لإعادة السلام والأمن والاستقرار، وإعادة بناء اقتصاده ونظامه المصرفي لجذب السياحة والاستثمار، وخاصة في احتياطياته من الطاقة المكتشفة حديثا في البحر، قد تضيع مرة أخرى".