نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدثت فيه عن أعضاء مؤسسة "هند رجب" الحقوقية التي تقدّمت بشكوى لدى السلطات السويدية ضد عسكري احتياط إسرائيلي مُقيم على أراضيها، بتهمة المشاركة في جرائم إبادة جماعية بقطاع غزة.
كذلك، تقدمت المؤسسة ذاتها بشكاوى في فنلندا والدنمارك والنرويج بعدما قالت إن العسكري الإسرائيليّ الذي تقدمت بشكوى ضده في السويد، كان يحاول الهروب من البلاد، وأضافت: "ندعو السلطات في البلدان المذكورة إلى منعه من الإفلات من الملاحقة القانونية".
ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّ المنظمة ذاتها المُناهضة لإسرائيل، أدت إلى هروب جندي في الجيش الإسرائيلي من البرازيل، كما قدمت شكاوى ضد مقاتلين آخرين في تشيلي والأرجنتين وتايلاند.
التقرير ذاته قال إن الشخصين اللذين أسسا "هند رجب" ويرأسانها الآن وُلدا في لبنان ويعيشان في بلجيكا وهما دياب أبو جهجه وكريم حسون، وتابع: "المؤسسة هي في الواقع من فروع حركة (30 مارس) التي أسسها الفلسطينيون في أوروبا مع بداية حرب غزة في تشرين الأول 2023، فيما تسميتها هو نسبة إلى اسم الطفلة الفلسطينية الغزاوية هند رجب البالغة من العمر 6 سنوات والتي قتلها الجيش الإسرائيلي في 29 كانون الثاني عام 2024 مع جميع أفراد عائلتها أثناء تواجدهم داخل سيارتهم في غزة.
ووفقاً لتقرير "يديعوت"، فإنَّ أبو جهجه وُلد في بلدة حانين – جنوب لبنان وقد انضمّ في شبابه إلى "حزب الله" للقتال ضد إسرائيل كما تم تدريبه عسكرياً، وأضاف: "في العام 1996، حصل أبو جهجه على الجنسية البلجيكية بعد زواجه من إمرأة بلجيكية انفصل عنها فيما بعد. وفي العام 2001، أسس أبو جهجه الرابطة العربية الأوروبية، وهي منظمة تعمل في بلجيكا وهولندا وتهدف إلى تعزيز اندماج المسلمين في أوروبا".
ويلفت التقرير إلى أن الجمعية ذاتها وصفت هجمات 11 أيلول 2001 وسقوط البرجين في الولايات المتحدة بـ"الإنتقام الجميل"، وفي العام 2010، فرضت محكمة هولندية غرامة على الجمعية بعدما نشرت رسم كاريكاتورياً مُعادياً للسامية زُعم فيه أن المحرقة ضد اليهود تم اختلاقها من قبلهم.
الصحيفة تكشف أيضاً أن أبو جهجه شارك في دعاوى قضائيّة ضدّ إسرائيل في بلجيكا، وفي العام 2002، شارك في الدعوى المرفوعة ضدَّ رئيس الوزراء آنذاك آرييل شارون الذي اتهمهُ بارتكاب جرائم حرب لتورطه في مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982.
"يديعوت" تقولُ أيضاً إنهُ على مرّ السنين، نشر أبو جهجه العديد من المقالات في شبكات إخبارية تابعة لـ"حزب الله"، وقد أعرب علناً عن دعمه لحركة "حماس" و "حزب الله"، وفي مطلع العام 2024 تمنى عاماً جديداً من المقاومة والعدالة والمجد لفلسطين.
وفي 17 تشرين الأول 2024 وإثر اغتيال إسرائيل القيادي الفلسطيني يحيى السنوار، كتب أبو جهجه عبر حسابه على منصة "آكس": "يمكنكم قتل قادة المقاومة. موتهم هو شهادة ضدكم، وسيكتب التاريخ أنهم وقفوا وقالوا لا".
إلى ذلك، توضحُ الصحيفة أنّ المؤسس الثاني للجمعية هو كريم حسون الذي وُلِد في لبنان أيضاً ويعيش في بلجيكا حالياً، وأضافت: "حسون يشغل منصب رئيس الجامعة العربية الأوروبية منذ عام 2005، وفي مقابلة أُجريت معهُ عام 2009، ذكر أنَّ فرصة اعتراف منظمته بإسرائيل تساوي فرصة أن يُصبح أسامة بن لادن رئيساً للولايات المتحدة، وبالتالي لن يتم الاعتراف بدولة استعمارية عنصرية".
وفي 8 تشرين الأول 2023، وبعد يومٍ واحدٍ من هجوم حركة "حماس" على إسرائيل، كتب حسون عبر حسابه على "إكس": "الفلسطينيون لم يغزوا إسرائيل بل عادوا ببساطة إلى ديارهم ويطالبون بممتلكاتهم".
ويلفت التقرير إلى أن حسون ظهر بإحدى الوثائق وهو يرتدي قبعة "حزب الله"، موضحاً أنه تم انتخابه في تشرين الأول 2024 لعضوية مجلس مدينة ويلبروك في منطقة أنتويرب ببلجيكا. أيضاً، فقد شكل زعماء الأحزاب في المنطقة إئتلافاً بعد عدة أشهر من المفاوضات لكن حسون بقيَ خارجه تنفيذاً لمطلب الجالية اليهوديّة في بلجيكا.
وبحسب "يديعوت"، فإن مجلة يهودية بلجيكية كانت من بين الأطراف التي قادت حملة ضدّ حسون، وقد نشرت مقالات ضده وبشأن منشوراته عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
وسابقاً، أشاد اتحاد المنظمات اليهودية في أوروبا (EJA) بقرار استبعاد حسّون من الائتلاف. وقال عضو البرلمان البلجيكي والمبعوث الدبلوماسي لمنظمة EJA مايكل فريليتش: "إن حسون من مؤيدي حماس وحزب الله ويجلب معاداة السامية إلى شوارع أوروبا".