مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"
يوم ثان من العودة العزيزة المكللة بروح الصمود حملت الآلاف إلى حمى القرى والبلدات المنتشرة على مساحة الجنوب والبقاع والضاحية.
لم تنجح كل محاولات العدو في محو معالم الفرح على وجوههم وكبت هتافات الصمود والتمسك بالأرض والمقاومة.
هو زحف هائل... فمن وجد منزله تفيأ ظلاله مجددا ومن وجده متضررا بدأ في ترميمه ومن وجده مدمرا نصب خيمة فوق ركامه.
والعدو الذي هاله مشهد العودة وجه تهديدات ضد من يتحرك نحو القرى الأمامية بل نفذ اعتداءات واستفزازات واستهدافات ضد من يحاولون الوصول إلى منازلهم.
عودة النازحين يواكبها الجيش في تعزيز انتشاره جنوبا في خطوة تعكس إلتزام لبنان بمندرجات الإتفاق الذي وضع حدا للعدوان على أراضيه.
والتطورات المتصلة بوقف إطلاق النار ظلل طيفها جلسة مجلس النواب التي أقرت التمديد سنة لقادة الأجهزة العسكرية والأمنيةومنهم قائد الجيش العماد جوزف عون.
لكن نجم الجلسة كان أيضا الملف الرئاسي الذي ضرب الرئيس نبيه بري بشأنه موعدا لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل مذكرا بأنه آل على نفسه أنه سيحدد مثل هذا الموعد فور تحقيق وقف إطلاق النار وتوقع أن تكون الجلسة المقبلة مثمرة قائلا إننا أعطينا مهلة شهر للتوافق فيما بيننا ومضيفا أنه سيدعو السفراء لحضورها.
كما أن الملف الرئاسي تلقى جرعة تنشيط من خلال حضور الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت حيث أطلق مروحة من اللقاءات والمشاورات شملت حتى الآن الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وعددا من التجمعات النيابية.
مقدمة نشرة أخبار الـ "أم تي في"
الواقع أصدق من كل كلام ومن كل موقف.
فإسرائيل بدأت ممارسة حرية الحركة في الجنوب بمباركة أميركية ,إذ إن سلاح جوها شن هجوما على منصة إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله بالقرب من صيدا، بعدما أبلغت تل أبيب واشنطن بذلك.
بالتوازي، النائب حسن فضل الله أعلن من مجلس النواب أن حزب الله سيحتفظ بسلاحه، وأنه سيعود إلى استخدامه متى اقتضى الأمر ذلك.
ألا يتعارض ما قاله فضل الله مع مندرجات الاتفاق الذي أعلنته أميركا وفرنسا، وينص على نزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وعدم وجود سلاح إلا، في يد القوى العسكرية الشرعية؟
سياسيا، وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ أمس، مفاعيله ليست عسكرية فقط بل رئاسية أيضا. وهي مفاعيل بدأت تتوضح انطلاقا من الجلسة التشريعية اليوم، والتي حضر قسما منها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان.
فالرئيس نبيه بري دعا إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، وهو سيدعو إليها، كما قال، سفراء الدول.
هذا التدبير يعني أن الجلسة جدية، وستنتج، على الأرجح، رئيسا ينتظره اللبنانيون منذ أكثر من سنتين.
في الأثناء مجلس النواب مدد لأصحاب الرتب العسكرية من رتبة "عميد" وما فوق، من أبرز الممدد لهم قائد الجيش الذي يعتبر المرشح الأبرز إلى رئاسة الجمهورية.