تباينت آراء الخبراء والمختصين بشأن تركيز إسرائيل على ضرب البنية العسكرية لحركة "الجهاد" الإسلامي في سوريا ولبنان، إثر الهجمات التي استهدفت مقرات لها في دمشق مؤخرًا، وتسببت بخسائر للحركة الفلسطينية.
واستهدف الجيش الإسرائيلي، مؤخرا، مقرات عسكرية تابعة لحركة الجهاد في دمشق، ما أدى لمقتل 20 شخصًا وجرح آخرين، فيما أكدت مصادر سورية أن المنطقة المستهدفة تضم مقرات أمنية وعسكرية.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في سوريا، مقتل اثنين من قادتها جراء غارة نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي، الخميس، على دمشق، مشيرة إلى أن الغارة أدت لمقتل عضو المكتب السياسي عبد العزيز الميناوي، ومسؤول العلاقات الخارجية رسمي أبو عيسى في الغارة.
ضربة استباقية
وقال الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، إن "الضربات العسكرية ضد الجهاد الإسلامي في سوريا تأتي في إطار السعي الإسرائيلي لقطع الطريق أمام إيران لإعداده عسكريًا للمواجهة المقبلة، خاصة بعد الضربات التي تلقتها حماس وحزب الله".
وأوضح الشرقاوي، لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل توجه من خلال ذلك ضربة استباقية للمخطط الإيراني الذي يهدف لتعزيز قوة الحركة الفلسطينية، وتعزيز دورها بعد أن كانت أقل حلفاء إيران ضررًا من المواجهة العسكرية بالمنطقة".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي سيكثف ضرباته العسكرية للجهاد الإسلامي خارج غزة"، مشيراً إلى أن إيران تعول كثيرًا على الحركة بالوقت الراهن.
وتابع قائلا: "مثل هذه الخطوة ستضمن لإسرائيل فرض مخططاتها في الشرق الأوسط وإعادة تشكيل المنطقة بالطريقة المناسبة لها، وفرض شروط حكومة بنيامين نتنياهو للتهدئة على الجبهتين الشمالية مع لبنان، والجنوبية مع غزة".
وبيّن أن "إسرائيل غير معنية بتعزيز قوة جناح جديد من أجنحة إيران في المنطقة، وهو ما قد يدفعها لتكثيف ضرباتها العسكرية في سوريا دون أي تردد"، مشددًا على أن تل أبيب تستغل رغبة دمشق في تحييد نفسها من القتال الحالي.
قطع خطوط الإمداد
ويرى الخبير في الشأن الأمني، رفيق أبو هاني، أن "الضربات العسكرية للجهاد الإسلامي هدفها الرئيس قطع خطوط الإمداد التي تستخدمها إيران في الوقت الحالي لمدّ حزب الله بالسلاح لمواصلة قتاله ضد إسرائيل".
وقال أبو هاني، لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش الإسرائيلي يدرك خطورة تجنب استهداف أي من الفصائل المسلحة الموالية لإيران، خاصة تلك القريبة من حدود إسرائيل"، لافتًا إلى أن ذلك سيزيد من الضربات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي السورية.
وأضاف أن "استهداف الجيش الإسرائيلي للجهاد الإسلامي في سوريا سيربك الحسابات الخاصة بإيران وحلفائها بالمنطقة، وسيدفع طهران لمراجعة خططها السياسية والعسكرية"، مبينًا أن ذلك قد يعجل في التوصل لاتفاق تهدئة على الجبهة الشمالية لإسرائيل.
واستكمل: "بتقديري سيكون من الصعب على حركة الجهاد استيعاب الضربات العسكرية، وستفقد جزءاً كبيراً من قدراتها العسكرية، خاصة وأن إيران تجاهلت لسنوات تطوير تلك القدرات على حساب الدعم العسكري والمالي لحزب الله وحماس".
وأشار إلى أن "طبيعة الأهداف وقوة الضربة العسكرية ستوقف أي دور لقيادة الجهاد في سوريا، الأمر الذي سيؤدي لتغيير المعادلات العسكرية الخاصة بالحرب"، مبينًا أن التسوية بين لبنان وإسرائيل قد توقف استهداف الجهاد الإسلامي مؤقتاً.
(إرم نيوز)