منذ رحيل آموس هوكشتاين لم يبرز أي حراك علني أو مبادرة جديدة أو سعي لطرح الحلول وإيقاف الحرب، بما يعني تسليم ملف الشرق الأوسط إلى إدارة جديدة، وإلى ذلك الحين يبقى الحراك الأميركي مقيّداً.
وتبرز في الأيام المقبلة القمة العربية-الإسلامية المشتركة التي ستعقد في الحادي عشر من تشرين الثاني الحالي في الرياض، وستكون الحرب في لبنان من أبرز ملفاتها على طاولة القادة العرب.
وفي هذا الإطار يشير السفير المصري في لبنان علاء موسى إلى أن جمهورية مصر التي تشارك في القمة "ستكرر موقفها المعروف، وهو الوقوف إلى جانب لبنان والمطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار".
ويقول لـ"النهار": "لن يشارك سفراء الخماسية في القمة، إنما سنوصل صوتنا بالتأكيد سعيا إلى وقف الحرب وبذل الجهود لانتخاب رئيس للجمهورية بالتوازي مع عملية وقف النار، لا قبل ولا بعد".
ويضيف: "فليشكل هذا الانتخاب باباً لانتظام الحياة السياسية والمؤسساتية عبر تشكيل حكومة وملء الشواغر في جميع مؤسسات الدولة".
ويشير إلى أن مصر "ستطالب أيضاً المجتمعين ببذل كل ما هو ممكن على صعيد المساعدة، وخصوصاً في الشأن الإنساني، للتمكن من التعامل مع مشكلة النزوح إلى حين انتهاء الحرب كمرحلة أولى عاجلة في الوقت الراهن".
ويذكّر السفير المصري في هذا الإطار بأن دولته "لم تتوانَ عن مساعدة لبنان منذ انفجار مرفأ بيروت وأزمة كورونا والكوليرا، واستحدثت الجسر الجوي الإغاثي منذ بداية الحرب وأرسلت نحو 67 طناً من المواد الغذائية والطبية ومختلف الحاجات، وتواصلها كامل مع الحكومة اللبنانية لمدها بما تحتاج إليه، وسيبقى الجسر قائماً".
في المقابل، سجلت امس، زيارتا سفيري فرنسا هيرفيه ماغرو وايطاليا فابريزيو مارشيللي للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وقالت مصادر دبلوماسية متابعة لـ«اللواء» ان الزيارتين تقعان في سياق المشاورات التي يجريها السفراء الغربيون لا سيما الفرنسي، ولا جديد فيهما سوى متابعة المجريات اللبنانية على الارض، لا سيما كما قال السفيران حول قضايا وقف الحرب ومعالجة اوضاع النازحين في مراكز الايواء، اضافة الى استمرار حث الاطراف اللبنانية على انتخاب رئيس للجمهورية «للإنطلاق في مسار جديد يمكن البلاد من الخروج من الازمة».
اما سفير فرنسا فاطلع الراعي على «نتائج مؤتمر باريس الذي اقيم لدعم اللبنانيين ودعم سيادة لبنان، وكان اتفاق على ضرورة متابعة العمل لمنح الشعب اللبناني الأمل بمستقبل افضل».
واضاف ماغرو: نحن نبذل جهدا لتحقيق وقف لإطلاق النار، ونشجع ايضا كل المبادرات اللبنانية التي تسمح بتهيئة مستقبل افضل لهذا البلد وقلب صفحة جديدة. وانطلاقا من هذا فان فرنسا تعتبر بكل تأكيد ان للبطريرك الراعي وللبطريركية المارونية دورا اساسيا في هذا الإطار تحضيرا لمستقبل افضل للبنان وللبنانيين. كما شددنا على اهمية تقديم المساعدة للنازحين وايجاد حلول لحماية النظام التعليمي في لبنان الذي يمثل مستقبل هذا البلد.
واعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ملير ان وزير الخارجية انتوني بلينكن يعتزم مواصلة عمله لانهاء الحرب في غزة ولبنان في الفترة المتبقية من ولايته قبل ان يتسلم الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه.
وكتب معروف الداعوق في" اللواء": بادر كل سفير من أعضاء اللجنة الخماسية، الى التحرك تلقائيا من جهته، لتعبئة الوقت الضائع ألذي دخل فيه لبنان جراء تصعيد الحرب الإسرائيلية ضد حزب لله والاعتداءات على لبنان، وطغى موضوع وقف اطلاق النار وإنهاء الحرب على ملف الانتخابات الرئاسية، بعدما توسعت الحرب الإسرائيلية العدوانية وتسببت بتدمير واسع النطاق، فتولت السفيرة الاميركية الاستماع الى شكاوى المسؤولين اللبنانيين إلى إدارة بلادها، جراء توسع الاعتداءات الإسرائيلية واستهداف المناطق المدنية. وكانت حركة لافتة لسفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري تجاه المسؤولين والفعاليات السياسية والدينية، لتأكيد دعم المملكة للبنان.
كما سجل تحرك متواصل للسفير الفرنسي هيرفي ماغرو، في حين كان تحرك لافت للسفير المصري علاء موسى مؤكدا دعم بلاده للبنان ووقوفها الى جانبه، وكذلك الامر بالنسبة لسفير قطر سعود بن عبد الرحمن ال ثاني.
ويبدو ان فترة الوقت الضائع، امام اللجنة الخماسية لاستئناف مساعيها لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لن تقتصر على مامضى، بل ستطول مع تعثر وساطة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، وكل مساعي الديبلوماسية الاميركية الحالية، لانهاء الحرب الإسرائيلية على غزّة ولبنان، الى مابعد تولي الادارة الاميركية الجديدة لمهامها، ومباشرة تحركها لوقف هذه الحرب، وهذا يعني استمرار تجميد البحث بملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية الى مابعد وقف اطلاق النار.