Advertisement

لبنان

الهجوم على الضفة استباقي لضرب "الحزب"؟

طارق ترشيشي - Tarek Tarshishi

|
Lebanon 24
02-09-2024 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1241810-638608749559493190.jpg
Doc-P-1241810-638608749559493190.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لم يخرج الوضع في لبنان والمنطقة من دائرة المخاوف من التدحرج شيئا فشيئاً إلى حرب شاملة على رغم محاولات الضبط المحكم لكل المواجهات التي تجري على جبهة لبنان الجنوبية اقله من جانب "حزب الله" الذي توخى من رده المضبوط الأخير على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر عدم إعطاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أي ذريعة لشن هجوم واسع النطاق على لبنان يتطور بعدها إلى حرب شاملة في المنطقة بينه وبين محور المقاومة دولا ومقاومات تجد الولايات المتحدة الأميركية نفسها مضطرة للتدخل فيها الى جانب  اسرائيل.
Advertisement
يعزز هذا الاحتمال فشل كل المساعي الثلاثية الاميركية ـ المصرية القطرية التي جرت وتجري، خصوصا في هذه الأيام، لتحقيق اتفاق بين اسرائيل وحركة "حماس" على وقف إطلاق النار والإفراج على الأسرى والمعتقلين في غزة حيث يبدو واضحا أن نتنياهو لا يريد هذا الاتفاق لأنه يعتبر أن إسرائيل "انتصرت" في غزة وأن معركتها فيها بلغت نهايتها وبالتالي لا داعي لاتفاق مع حركة "حماس" من شأنه أن يعومها فيما هي تلفظ أنفاسها الأخيرة، حسب الزعم الإسرائيلي.
ويرى مصدر مطلع على الموقف الغربي أن إسرائيل وعلى رغم من عدم اندفاعها في هجوم واسع النطاق على "حزب الله" لدى رده على اغتيال قائده العسكري باستهداف مركزي غاليلوت  لـ"الموساد" والاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان)، لم تصرف النظر عن مخططها لتوجيه "ضربة رادعة" لحزب الله، بل انها ما زالت تعمل عليه بذريعة انها تريد ضمان "عودة آمنة" للنازحين من المستوطنات الشمالية الواقعة على الحدود مع لبنان.
ويقول المصدر إن إسرائيل قررت أنها لن تعود الى ما قبل عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول الماضي، ولذلك لن تتخلى عن مخططها لضرب حزب الله الذي تحول في رأيها بعد رده الأخير "من موقع الإسناد للمقاومة الفلسطينية الى موقع الرد على الضربات الإسرائيلية"، ما سيمهد شيئا فشيئا لأقدام تل ابيب قريبا على توجيه ضربة قاسية له خصوصا وأن في الافق معطيات ما تشير إلى أن إيران لن ترد قريبا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية، وهي ان ردت فإن ردها سيأتي متأخرا والبعض يتوقعه بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 5 تشرين الثاني المقبل، حيث أنها تبدي حرصا على عدم الاقدام على أي عمل عسكري ضد إسرائيل الآن يمكن أن يؤثر سلبا على الحملة الانتخابية للمرشحة الديموقراطية كامالا هاريس لأنها تؤيد فوزها لاعتبارات تتصل بأن الديموقراطيين هم من وقع الاتفاق النووي مع إيران قبل أن يطيح به الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب في العام 2017 بعد أشهر من توليه الرئاسة الأميركية في تلك الفترة.
تغيير قواعد اللعبة
على ان المصدر المطلع نفسه يستند في توقعه الضربة الاسرائيلية لحزب الله إلى مضمون مقال للمساعد السابق لوزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر في جريدة "وول ستريت جورنال الاميركية" تحت عنوان "إسرائيل تزيد من حدة التوتر مع حزب الله" حيث يؤكد فيه أنه "مع اقتراب الحرب في غزة من نهايتها، لم تعد القواعد القديمة تنطبق في الشمال"  مشيرا الى ان رد حزب الله على إسرائيل "تم ضبطه لمنع التصعيد وبدا إلزاميا واستعراضيا، مما يشير إلى أن حزب الله يريد تجنب حرب شاملة مع إسرائيل". واشار شينكر الى انه "حتى وقت قريب، لم يكن حزب الله وحده في هذه الرغبة". اذ ان وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن "اكد في تموز الماضي أن "لا أحد يريد حربا في الواقع". وكان محقًا جزئيًا". وان حزب الله عندما هاجم إسرائيل دعما لحماس، "أجرى الجانبان نزاعهما إلى حد كبير بضبط النفس النسبي للحد من القتال. كانت إسرائيل تركز على حماس في غزة، وكانت تريد تجنب فتح جبهة ثانية أكثر تحديًا".
ولكن المصدر يعتبر ان الوضع الان ربما يكون قد اختلف، ويقول "أن سياسة الإسناد التي يعتمدها الحزب في حربه على إسرائيل منذ غداة عملية "طوفان الأقصى" قد فشلت في الوقت الذي دمرت إسرائيل غزة وعندما يقول شينكر في مقاله "أن قواعد اللعبة تغيرت" فذلك يعني أن إسرائيل متجهة إلى عمل عسكري ضد الحزب يتوقع أن يكون خلال شهر أيلول الجاري، وربما يكون من ضمنه اجتياح منطقة جنوب الليطاني واحتلالها لفرض تطبيق القرار الدولي 1701 بما يوفر "الامن لعودة النازحين الى المستوطنات الشمالية". ويعتقد أن العملية العسكرية التي تنفذها إسرائيل حاليا في الضفة الغربية ربما تكون الخطوة الاستباقية للهجوم على حزب الله في منطقة جنوب الليطاني ويقول المصدر في هذا السياق أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ربما يكون استعجل في دعوته اللبنانيين للعودة الى بيوتهم الارتياح لأن المعادلة باتت "إسرائيل تقصف وحزب الله يرد"ولا اسناد لغزة أو من غزة، لأن قواعد اللعبة ربما تغيرت. وهنا يطرح البعض السؤال: هل أن إسرائيل ستنفرد بشن حرب واسعة النطاق علىحزب الله الشهر الجاري من دون ان يكون هناك من يسأل ولا من يسألون، اي من دون اي تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة الاميركية التي تلح وما تزال على حماس والاسرائيليين بوجوب الاتفاق على وقف اطلاق النار في غزة؟
وفي الوقت الذي ينتظر البعض رد الحوثيين على القصف الإسرائيلي لميناء الحديدة الذي حصل قبيل زيارة نتنياهو الاخيرة لواشنطن، خرج القائد السابق للقوات البحرية الأميركية ليقول أن الولايات المتحدة الأميركية "تعاملت بلطف" مع الحوثيين مع العلم أنه كان في إمكانها أن تتعامل معهم بقسوة كبيرة. ولكن في ظل هذا التخوف على مستقبل الوضع في الجنوب اللبناني هذا الشهر يسأل المصدر: أين اختفى الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين وهو الوسيط المكلف البحث في تنفيذ القرار الدولي 1701 بين لبنان وإسرائيل؟،ويجيب: "يبدو أن الرجل ذهب ولن يعود"، ما يعني أن الوضع السائد على الجبهة الجنوبية لن يهدأ حتى ولو حصل اتفاق على وقفة للنار في غزة
سيناريوهات لم تتحقق
‏غير أن مصدرا في "محور المقاومة" يقول أنه طوال الأشهر الخمس الماضية، وتحديدا منذ نيسان يتحدث البعض عن أن اسرائيل ستوجه ضربة ساحقة لحزب الله فتوقعوها ان تحصل في 15 ذلك النيسان فلم تحصل ثم توقعوا حصولها في 15 أيار فلم تحصل ثم لم تحصل في حزيران وتموز الى رد الحزب على اغتيال قائده العسكري وتوافر به أكبر مبرر لإسرائيل لتوجيه ضربة اليه فلم تحصل وكانت المفاجأة أنها هجمت على الضفة الغربية. وبالتالي الآن ونتيجة لعدم نجاح تلك الرهانات بدأ البعض يحضر اللبنانيين لنظرية جديدة عنوانها "أن الإسرائيلي هجم إلى الضفة الغربية وبعدها ستنبري للهجوم على "حزب الله. “
لكن، المصدر يستطرد هنا ليقول: "في النهاية يظهر ان الحسابات في شأن الهجوم على لبنان ليست بهذه السهولة، وأن إسرائيل اضطرت إلى "بلع" رد "حزب الله" على اغتيالها مسؤوله العسكري بعيداً من أي رد فعل حقيقي، لأن موضوع لبنان هو أكبر من أن يكون قراراً إسرائيليا بمفرده مثلما يحصل في غزة والضفة الغربية لأن القرار في شأن لبنان له علاقة بحسابات تتصل بحرب إقليمية ومعركة مع إيران ومواجهة بينها وبين والولايات المتحدة الأميركية وعدم قدرة تحمل إسرائيل لما يملكه حزب الله من إمكانات ليست سهلة. ولذلك فإن كل هذه السيناريوهات تبدو أحلاما أكثر منها وقائع". ويعود المصدر الى القولانه بعد إن كان موضوع لبنان والحرب التي كان يروج لها اضده ابتداء من نيسان حددت لها مواعيد على مدار كل أشهر الربيع والصيف لنها كلها لم تصدق بدأت تبرز الان معزوفة جديدة بدأ اللبنانيون يسمعونها تقول "أيلول طرفه بالشتي مبلول" وهذه أول ملامحها إلى درجة أن المطلوب أن يستمر الحديث عن ضربة في لبنان لتبقى موجودة في الخلفية من باب التهويل وفي إطار الحسابات.






المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

طارق ترشيشي - Tarek Tarshishi